غريقة بحيرة موريه
نبذة عن الرواية
تُخبر "غريقة بحيرة موريه" قصة حبّ غريب، مؤثر، في موضع التقاء العالمين والثقافتين وافتراقهما، حيث يغوص الراوي في خفايا الوله، وفي أسرار النفس البشرية، ويحاول الولوج إلى جوهر العالمين، والإضاءة على أزمة الإنسان المعاصر فيهما. ماذا وراء الهيام الطويل، العميق، المضطرب، بين الراوي ولورا ؟ تُرى لأن لورا كائن "مجروح النفس"، ...لا سبيل لمداواة جرحها؟ أم لأنّه "المرض الباريسي" الذي يجعل صاحبته تشعر بأن كل ما تعيشه في الحاضر وفي الواقع، مهما كان قويّاً ومؤثراً، ليس هو حياتها الحقيقية. لا لعيب أو ثغرة فيه، بل لمجرد عيشه. وان الحياة غير المعيشة هي الحياة الحقيقية الوحيدة. وهي تسكن ردهة الذات الأعمق، فما ان تتجسّد في الواقع، اي واقع ، حتى تتلاشى. هكذا، ليس هناك من حياة حقيقية ولن يكون، بل حياة مرجوّة لا مكان لها إلا داخل الذات وداخلها فقط، يمضي الإنسان عمره، من دون أن يعي ذلك، في التوق بلا جدوى إليها. إنه السراب عينه. قدرٌ بشري مأسوي لم تلحظه آلهة الشعوب القديمة، يُصيب الإنسان بالتغيّّر الدائم وباستحالة السعادة. أم ان اضطراب هذا الوله يعود إلى رؤية لورا، منذ البدء، أثر الجرح الطويل، الممتدّ من أعلى بطن حبيبها إلى أسفله، على جانبه الأيمن؟ هذه الندبة المحفورة إلى الأبد على جسده، الذي اخترقته ذات ليلة رصاصة شبه قاتلة، هي علامة التحدّر من عالم الجماعات المتناحرة وتقاليد العنف، التي لا سبيل له لإخفائها ؟ هكذا، يتسرّب الراوي عبر حال الوله إلى دخائل العالمين وإلى إنسانيهما. إنسان مجتمع الأفراد، وإنسان مجتمع الجماعات، اللذان يعتقدان أنهما يعيشان في زمن واحد. لكنهما في الحقيقة، من دون أن يدريا، مقيمان في زمنين بالغَي التباعد. فكيف الخروج من هذا الإلتباس الكبير، الحافل بالألام؟ لكن مهما يكن من أمر هذا الهيام، فهو يبدو في طبيعته موصولاً بالموت. في الغياب المُعَذِّب، كما في الحضور، حين يصل التواصل الجسدي والروحي إلى أقصاهما، فإلى أين بعد ذلك؟ وإذا دخل إليه "جاذب الماء" يصبح الخطر داهماً. جاذب نبع جوعيت الليلي، وبحر النخلتين، ونهر الرون البارد، وبحيرة موريه ضمن غابتها…خصوصاً وأن الراوي يحمل في ذاكرته حادثة "عشيقي كليري" أو "عشيقي البحيرة"، اللذين قضيا غرقاً في هذه البحيرة، ووُجِد جسداهما الهامدان طافيين على سطح الماء ذات مساء ربيعي من العام 1992، وكان ذلك قبل يومين من موعد زفافهما، وما زال غرقهما لغزاً محيّراً، في هذه الأراضي الداخلية التي يتّسم أهلها بالحذر والكتمان وتذهب معهم أسرارهم إلى مثواهم الأخير. وتتحرّك داخل الرواية مرويات أخرى تغذّيها. ما يشبه النهر الكبير المنساب نحو مصبّه، الذي تخرج منه وتعود إليه سواق عديدة، ترفده وتغنيه، مندمجة عميقاً فيه. والجدير ذكره أن هذه الرواية قد اختيرت ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) 2015.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 191 صفحة
- [ردمك 13] 9786140221765
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
17 مشاركة