بحر أزرق.. قمر أبيض

نبذة عن الكتاب

يستعرض هذا الكتاب شكلاً من أشكال التعبير السردي في أدب الرحلة، وتحديداً رحلة "بحر أزرق، قمرٌ أبيض" للكاتب العراقي حسن البحار، هذه الرحلة التي ممكن لها أن تحصل، أو ستحصل في المستقبل القريب البعيد على حدٍّ سواء لأي فرد منا، ولكنّ الغرض كما يقول المؤلف: "ليس من حصولها، إذ إن ...الأحداث التي دارت فيها - من حيث المبدأ رسمت مفهوماً اجتماعياً يوفر وسيلة الهرب من ضغوط توغلت في الخيال بطريقة الخلق والتخيّل والاعتراف والمحاورة وصبغ اللغة بنكهة الذات المغامرة في صناعة الحدث المضطرب تارة، والهادئ أخرى داخل نصٍّ يحمل حصةً من التعيين في قناعة محفوفة بالصعاب عند إظهار علاقات الأنا من خلال المضمون المتأرجح داخل أهوائها بقياسات نسبية، بدل الاعتناء فقط بالسياق الذي لا أُجانب الوصول إليه بطريقةٍ ظاهرة أو العكس...". ولأن الحديث عن هذه التجربة الإبداعية ورصد ميزاتها الفنية والكشف عن أبعادها الدلالية وتقاطعاتها الفنية، وكذا إبراز جمالياتها وآفاقها الثقافية ليس بالأمر السهل قدمت لها في هذا الكتاب أ. د. تيماء العلوي من المغرب بقراءة نقدية تحليلية مقارنة ذات أهمية تقول فيها: خطت رحلة "بحر أزرق.. قمر أبيض" - المفتوحة على الظاهرة الإجناسية في تجسيد تعدد الأصوات - خطوة أخرى إلى الأمام، متجاوزة نماذج كثيرة من السرد الروائي. أتاحت للأنا المجال لتحتج وتتأمل، وتعبر عن مخاوفها وإحباطاتها، وبنفس القدر أتاحت للآخر فرصة كبيرة، ليعبر عمّا يجول في أعماقه وما يعتمل في مجاله الثقافي من أصداء إنجازاته الحضارية. بالإضافة إلى ذلك تجاسر السرد بجرأة واضحة على نقد الذات والآخر معاً من دون مواربة ولا محاباة، ومن دون إذكاء للصراع بين الأنا والآخر المختلف في الدين والعرق والفكر (...) إن الكاتب يرنو من سرده - الرحلي إلى أن بالإمكان تحويل العلاقة المبنية على العنف والقهر إلى علاقة مبنية على التآلف والتعايش بفضل العقل والإقناع..." هذا الكلام يقترب إلى حد بعيد مما يروم قوله المؤلف في نصوصه السردية هذه ومن خلال سارد واحد نراه يتصل اتصالاً مباشراً ببنية النص، وأخرى عند تفاعل الأنا الحاكية بتداخل ينسجم ومشروعية التحرر عبر فضاء يضيق ويتسع متماهياً في ذاكرة الأفق الثلاثي - الماضي والحاضر ثم المستقبل - المتصل بالتدارك الذي يأتي من المرئي واللامرئي المهيمن عليه عنوان نراه قد سيطر بشكلّ واضح على جميع الأحداث التي جُمعت من ذاكرة أسفار كانت محفوفة بالمخاطر مرة وبالمناظر المبهجة أخرى... وبعد، "بحر أزرق.. قمر أبيض" رحلة تفوح منها رائحة البحار وذاكرة الأساطير والحكايات والسير، جاهد مؤلفها كي يشير إلى المتضاد والمترادف الذي يميز الحياة ومن وجهة نظره خاصة.