من وحي النساء
تأليف
ناهد فران
(تأليف)
"من وحي النساء" قصائد نثرية للشاعرة اللبنانية "ناهد فران" ذات مسحة إنسانية، تقترب من الإنسان حاملة همومه، تتوحد في عوالمه بمتعة كبيرة، وتتواصل معه، إنها سرد لإنفعالات وانطباعات وتخيلات الشاعرة، التي في مبعثها ما هي إلا طرح لإرهاصات حياتية متنوعة، أي طرح الواقع عن طريق الشعر.
في القصيدة المعنونة بـ (كفى) ...نقرأ:
"كفى إنهزاماً/ كفى استسلاماً/ كفى خوفاً/ من مجتمعٍ لا يهتمُ سوى/ بالقشور... بظواهر الأمور/ لا يرى فينا سوى أنوثتنا/ ويتناسى أننا إنسانٌ/ فلننتفض معاً/ فلنودعَ الأبواب المغلقة/ الأفواه المكممةِ/ وبوجهِهِ لنثورْ/ كفى/ لقد سئمت المشافي منا/ وأرهقتْ ممراتُها طولَ أناتنا/ وضجتْ بنا وأشفقتْ علينا/ حجارة القبورِ/ (...)/ كفى/ فنحنُ الأنثى المقدسة/ نحنُ أصلُ الحياة/ نحن إيزيسُ/ نحنُ الإخلاص والوفاء/ نحن عشتروتُ/ نحن الخصبُ... نحن الأمومةُ/ نحن أمُ الطبيعةِ/ نحن الأنثى المبجلة/ نحن أثينا... نحن الحكمةُ/ نحن فينوسُ... نحن الحبُ/ نحن إفروديتُ/ نحن الجمالُ وقد تجلى/ فكفى...".
في الخطاب الشعري بدت ناهد فران شاعرة واعية وجريئة، وهذه الجرأة في اقتحام مناطق ليست آمنة، وليست مأهولة سوى بالقليل من الشعر والشعراء يبشر بموهبة حقيقية تحاول العثور على ذاتها فهي تشتغل كمجايليها على قصيدة النثر، وتجعلها مرتكزاً لبث شفراتها وأحاسيسها، وذلك عبر تثوير العبارات والاعتناء بالألفاظ والكلمات؛ وطرحها الواعي للثيمات المختلفة "الأم.. الوطن.. الوجع.. الفرح.. الحب.."، فأبدعت في بناء قصائد تَقْتحمنا، تُبعثرنا، ثم ما تلبث أن تُلملمنا فنعيد تشكيل ذواتنا من جديد.
يضم الديوان "من وحي النساء" سبعة وخمسون قصيدة نثرية جاءت تحت العناوين الآتية: "لعينيك"، "إلى أمي"، "إلى المناضلات بصمت"، "جدتي"، "أشياءٌ كثيرةٌ"، "حبيبة شاعر"، "ويحدثني قليل الحياء"، "لي موعدٌ معك"، "أعلن أني أستسلم"، (...) وقصائد أخرى.