سجينة الضمير
تأليف
جامع أبيولا
(تأليف)
"سجينة االضمير" هي الرواية الثانية للكاتب جامع أبيولا بعد رواية "آمال واقعية" يرصد فيها مرحلة الحرب اللبنانية التي اندلعت شرارتها في النصف الثاني من السبعينيات، ووضعت أوزارها آخر الثمانينيات في القرن الماضي، وجامع أبيولا لا يستعيد هذا الماضي بصفته مؤرخ بل بصفته روائي يعكس طبيعة العلاقات الاجتماعية في مجتمع متعدد ...الأديان والإثنيات والطوائف والملل، ويأخذ منه ما يشكل خلفية أو إطاراً لمشهده الروائي، ذاك الذي تختزله قصة حبٌ في زمن الحرب، وقد اختلط فيها عناصر أخرى، جعل العلاقة عُرضة لضغوط الاختلاف الديني والعادات والتقاليد، الشيء الذي رتب على كل من طرفي العلاقة مواجهة قدراً كبيراً من التحديات التي وصلت إلى حد الفراق والهجرة.
يعتبر الكاتب أن: "سجينة الضمير" رواية تطرح وتعالج مدى تعقيد الحب والزواج أحياناً بين المسلمين والمسيحيين في العالم العربي والإسلامي، حيث تلعب بطلة الحكاية ماري ذات الثمانية عشر ربيعاً دور الفتاة التي تخوض قصة حبٌ مع شاب مسلم يدعى إسحاق بينما هي مسيحية مارونية، تلا ذلك هروبها معه ليقينها بأن أهلها لن يسمحوا لها بأن تتزوج به. مما أدى إلى وفاة والدها جرّاء أزمة قلبية عندما سمع بأمر هروبها، وبعد أن وصل ماري خبر وفاة والدها، عادت تاركة إسحاق، ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع أمها.
وعلى مدى تلك الحقبة من الزمن التي سبقت الحرب الأهلية في لبنان وحتى نهاية الحرب آنذاك، تسرد هذه الرواية قصة هذان الحبيبان اللذان فرقهما موت أنطوان الياس والد ماري، تلك الوفاة التي حملت ماري مسؤوليتها على عاتقها مما جعلها سجينة لضميرها، لتبدأ بعدها حياة جديدة في الولايات المتحدة، بينما يعيش إسحاق تحت ظروف قاسية جداً في لبنان أثناء الحرب الأهلية. وحينها كان مصدر قوته الوحيد أمله وإصراره على أن يقابل ماري مجدداً ويكسب قلبها من جديد، هل ستتحقق أمنيته هذه بالرغم من العراقيل الضخمة التي توجد بينهما؟ ستجد الإجابة في هذا الكتاب الذي يحوي الكثير أيضاً من المعلومات عن تاريخ لبنان والولايات المتحدة".
هذه الحكاية يقولها جامع أبيولا، على مدى خمسة وستون وحدة سردية، استخدم فيها ضمير المتكلم، وجمع بين وظيفة الراوي المشارك والراوي العليم، الذي يخبر ما تناهى إليه من أحداث وعلم به. أما العلاقة بين الوحدات السردية فهي تجمع بين التسلسل والتداخل، بين التكامل والاستقلال النسبي بين وحدة وأخرى، وكذلك العلاقة بين حركة السرد وحركة الأحداث ليست علاقة طردية دائماً، وقد تكون عكسية أحياناً، فتقدم السرد إلى الأمام قد يعني عودة إلى الوراء في تناول أحداث ووقائع لم يسبق الإشارة إليها. وهنا، يمارس الكاتب حقه في حرية التحرك بين الأزمنة والأمكنة والأحداث وهي من الضرورة بمكان، ومن مقتضيات اللعبة الفنية الروائية، وما تستدعيه من تقديم وتأخير، وتداعٍ، وتذكر، وتفصيل وغيرها من أدوات، وبالانتقال إلى لغة السرد يمكن الإشارة إلى أن الكاتب استخدم لغة سردية مباشرة، تقترب من الشفاهية، وتسمي الأشياء بأسمائها كما تحدث على الأرض، لتصبح مرآة للواقع المعيش، فيتدفق النص على رسله كموجات متعاقبة، ما يجعل منه نصاً حركياً، حياً، يأخذ بأنفاس المتلقي من بداية الرواية حتى آخرها.