الطريق
نبذة عن الرواية
السمة الرئيسية التي تتسم بها رواية "الطريق" للكاتب الأردني مالك الغرايبة من حيث الشكل والمضمون أنها موجهة للناشئة؛ ولذلك فالرواية تدخل في خانة أدب الأطفال وتتوجه إلى فئة عمرية تستحق اهتمام الأدباء والقراء على حد سواء. في "الطريق" يروي مالك الغرايبة حكاية الفتى "نجيب"، وهو ابن أسرة فقيرة من المزارعين ...تتّخذ من محافظة عجلون مسكناً لها، يعمل مع والده في البساتين من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس. ولكن الفتى ابن السبعة أعوام يبدأ باكتشاف الحياة في سن مبكرة، وقد جالت في ذهنه أفكار كثيرة عن الأمل والمستقبل، عن عالم التعليم والمدرسة، عن القلم والكتاب، بعد أن حدّثه ابن عمه "فادي" عن المدرسة وقد تعلم منها القراءة والكتابة، فقرر نجيب بدوره الذهاب إلى المدرسة، في البداية لاقى معارضة شديدة من والده، فالتجئ الطفل إلى العم مصطفى الشيخ الذي قارب السبعين من العمر وكان فيما مضى يُدرّس الناس القراءة والكتابة ويحفظهم القرآن، وعندما عرف الشيخ مشكلته أقنع والده بالعدول عن فكرته وإرسال ابنه إلى المدرسة. وهناك في المدرسة يبدأ الفتى نجيب في رحلة العلم والمعرفة، فينتقل من صف إلى صف ومن مرحلة إلى أخرى، ويحرز أعلى الدرجات ويتفوق على رفقائه في الصف، وفي المرحلة الإعدادية يتعرض نجيب إلى حادث سير مؤسف يفقد على أثره القدرة على المشي، ولكنه يتغلب على إعاقته ويقرر متابعة تعليمه، وكان الأهل والمدرسة بيئة حاضنة ومشجعة له، وبعد فترة من العلاج يجري الفتى عملية ويعود فيمشي على رجليه، وهكذا تتوالى الأحداث في الرواية حتى وصوله إلى المرحلة الثانوية التي سينال فيها المركز الأول، ويكون واحداً من العشرة الأوائل الذين مُنح كل واحد فيهم بعثة دراسية في الطب إلى إحدى الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية تقديراً لهم على تفوقهم. في الرواية يعمد الكاتب ومن خلال الوقائع والأحداث أن يرسل رسائل كثيرة إلى الفتيان تحث على الجهد والمثابرة وتُبين أهمية العلم في حياة الإنسان، فتكثر في الرواية الإشارات إلى أهم العلماء والأدباء والفلاسفة من الشرق والغرب الذين يسوقهم الكاتب كأمثلة على أشخاص نجحوا بعد فشل كبير مثل "ألبرت أنشتاين"، و"توماس أديسون"، وآخرون تغلبوا على إعاقتهم مثل "طه حسين"، و"أبو العلاء المعري"، و"هيلين كيلر"، و"لويس بريل" وغيرهم. كما يعمد الكاتب أيضاً إلى الاسترشاد بحكمة علماء الدين لزرع الأمل في نفوس الفتية وليقول لهم أن الطريق مهما طالت تبدأ بخطوة وهنا يحضر قول الإمام الشافعي: "أخي لن تنال العلم إلا بستٍ سأنبئك عن تفصيلها: ذكاء وحِرصُ واجتهاد وبلاغة ومصاحبة أستاذ أو طول زمان". وفي الرواية أيضاً سوف يتعرف الفتية ومن خلال الرحلات التي يقوم بها "نجيب" مع رفقاءه في المدرسة على أهم المعالم السياحية والآثار الخالدة في الأردن، فيشهد القارئ للرواية "المدينة الأثرية" ومسارحها وحماماتها وشوارعها، وسيشاهد معبد أرتميس، ومعابد زيوس وزفس وقاعة البرلمان والمقبرة وحلبة سباق الخيل وأقنية الري والحمامات الفاخرة وغيرها والتي تؤشر على عمق وأهمية حضارة هذا البلد وكأنها حاضرة أمامه بصورها وشخوصها في الزمان والمكان. وهكذا يبدو أن الكاتب يصطنع لإيصال رسائله خطاباً روائياً سلساً ممتعاً يتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة؛ فهو يستخدم راوياً واحداً، كليّ العلم، يروي بصيغة المخاطب أو المتكلم. ويشترك في صناعة الأحداث وتوجيه الشخوص، بحيث يسهل على المتلقي الفتى متابعة الحكاية. لذلك يستخدم لغة سردية سلسة، سهلة، على مستوى المفردات والتراكيب، والجمل ذات البعد الجمالي؛ التي تمزج بين التقرير والتصوير والتصريح الشفاف والموجه، وبهذا يكون مالك الغرايبة نجح في كيفية القول وفي ماهيته وفي رسالته.عن الطبعة
- نشر سنة 2014
- 111 صفحة
- [ردمك 13] 9786140222946
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
23 مشاركة