يافا حكاية غياب ومطر..!!!
يافا هُنا شخّصية مُبّتَكَرة من نَسّج خيال الكاتِبة ولَيّست يافا المكان والزَّمان، لَيّسَتْ بِتِلك المديّنة أرض البُرتُقال الحزين.
انتشرت الرواية بسرعة وذاع صيتها وأحدثت ضجة عالية وخيالية، الغلاف مُتّقن بصورة مُبّهِرة والعِنوان مُلفت للنَّظر وجاذب بِشكل تسويقي كبير.
المُحتوى، مُحتوى أدبي مُتقن اللُّغة لكنه فاقد لِعناصر الرَّواية الأساسية؛ عنصر التشويق مفقود. الحِوار يوجد بسطور بسيطة وتقوم الكاتبة بإكماله بنفسها
عن طريق سَرد البقية. والأَهم من كُل هذا وذاك لا أسماء للشُّخوص الأساسيين في هذه الرَّواية. إنغلاق الرِّواية وإطالة الحديث عن علاقة حُبْ ضائِعة من دونِ تفاصيل.
في كُلِّ مرة أَقرأ فيها رِواية أُعّجب من مُخَيِلَتي وقُدّرتها على تَصَوُّر الأماكِن وكُلّ الشُّخوص الذين يتم ذكرهم داخل الرِّواية، إلا أَنَّني قد فشلت فشلاً ذريعاً هذه المرة بإيّضاح الصورة المُتخيَّلة
لِنَقّصْ مُعّطيات الرِّواية؛ لا يوجد وصف دقيق لِعناصر المكان والزَّمان، عدم ذِكر أسماء الشُّخوص ضاعف الصُّعوبة من القدرة على رسم أشكال واضِحة لها.
أخّطأتْ الكاتِبة بِإضاعَتِها تَفاصيل أكثر عن الصَّحافية وعدم إيّضاحِها لِطبيعة عملها بشكل مُفصل أكثر، وتعَمُقِها بتغطية أحداث واقِعية تُعّنى باللّجوء إن كان تابِع للقضية الفلسطينية، أو الأزمة السورية
لأنها جاءت على ذكر زيارة لأحد المُخَيَّمات، لكن من دون تَفاصيل دقيقة. وكان بإِمّكانِها ذِكر المُعانات من الداخل وما يُواجِه كُلّ فلسطيني من قِبَل اليَهود.
الصَّديق مُتَغَيّر الحال مُتَقَلِب المَزاج المُغّترب، إلى أين ذهب؟ لا نَعّلَم. لِماذا غاب؟ لا نَعّلم. لِماذا قرر الإنفصال عنها؟ لا نَدّري. ولِماذا لا اسم له؟؟؟
علاقة حُبْ مُبّهمة جمعتْ ما بين الصَّحافية وهذا الصديق، وهي الحدث الرَّئيسْ في هذه الرِّواية إلا أَنَّ الكاتِبة لم تُوفق بهذا الحَدَثْ وأَضاعتْ الكثير من الوقت على علاقة مُعلقة ضائِعة الملامح والتَّفاصيل.
الجُزّء الخاص بيافا، كان فيهِ شيء مُختلف، مُتقن بحِرَفِيّة. إلا أنَّ الكاتبة أَضاعتْ حقه وحصرته بِما يُقارب الخَمسين صفحة فقط لا غير.
لو أَنَّ مُجَمل الرِواية كان بِتَفاصيل أكثر دقة عن يافا وحسن لكانت أجمل بكثير.
يَحّدُث أن نتوقع الكثير من الكاتب الفلسطيني وبالأخص إن كان من داخل فلسطين، نضع الأمل الكبير والتَّوقُع العظيم بأنه سيرسم لنا حدود المكان من أَلِفٍ إلى ياء.
سيجعل من عيّناه كاميرا يَرّسِم بِها التَّفاصيل بالكَلِمات على الورق، وأنّهُ سَأخُذُنا مِنا من أماكِننا إِلَيّه. سيُعَمق فينا حُبْ المكان وزِيادة الشَّوّق إِليها فلسطين.