ملامح الشخصية اللبنانية في سير وإبداعات المثقفين اللبنانيين
تأليف
كريم مروة
(تأليف)
"ملامح الشخصية اللبنانية"، كتاب جديد للمفكر اللبناني كريم مروّة، يستحضر فيه سِيَر عدد من الشخصيات الثقافية اللبنانية المرموقة من الرعيل الأول في القرن العشرين، وبذلك يستكمل المؤلف ما بدأه في كتب سابقة، وما يعدنا به من كتب لاحقة سوف يطلّ منها كما يقول: "على قضايا ثقافية وسياسية وفكرية مرفقة بتأملات ...وجدانية وذكريات من أيامي الماضية تتضمن بعضاً من اعترافاتي وبعضاً من أحلامي التي لم تفارقني بمستقبل أفضل لوطني لبنان وللعالم"، أما عن كتابه هذا فيقول: "أردت من استحضار هذه الشخصيات الثقافية اللبنانية المرموقة في هذا الكتاب وفي كتب أخرى ستلي أن ألقي الضوء على ما تُقدمه سيرها وإبداعاتها، كل منها في ميدانها، من إشارات بالغة الدلالة والوضوح إلى ما تتسم به الشخصية اللبنانية من تنوّع وتعدّد في مكوناتها ومن تنوّع وتعدّد في سماتها. وهما تعدد وتنوّع يؤكدان فرادة الشخصية اللبنانية، ليس بمعنى التميز بإطلاق، بل بمعنى التميز الذاتي في التمايز والاختلاف عن الشعوب الأخرى القريبة منا في التاريخ والجغرافيا من الأشقاء والبعيدة عنا بكل المعاني..."، وفي الكتاب يتكلم المؤلف عن سمات أخرى ميزت اللبناني خلال تكونه التاريخي، وأسس تشكل شرطاً ضرورياً لكي تعطي لهذه السمات دورها في توحد اللبنانيين، من أهمها برأيه: هو أن يعلو انتماء اللبنانيين إلى وطنهم ويتقدم على أي انتماء آخر، عقائدياً ودينياً وإثنياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً... وأن يتوحد اللبنانيون في التمسك بأرضهم وبالدفاع عنها وعن استقلال وسيادة وحرية وطنهم، وأن يتوحدوا في مقاومة أي عدوان وأي احتلال لأجزاء من أرضه، وأن يختاروا الأشكال والوسائل والأدوات والوسائط لهذه المقاومة..."، مع التنويه "أن دور المقاومة ينتهي دائماً عندما يتحقق الانتصار في تحرير الأرض، وتعود مهمة إدارة البلاد إلى الدولة وحدها من دون سواها". لقد أراد كريم مروة أن يجعل من استحضار هذه الشخصيات المؤثرة في تاريخ لبنان الحديث أن يقدم نموذجاً لمثقفي اليوم عن معنى الإبداع الحقيقي والتعايش والمحبة والسلام، وأن يحثهم كي يعملوا كما عمل أسلافهم من المفكرين الغيورين على الوطن وأهله بعيداً عن سياسة المحاور الدولية والإقليمية؛ وأن يكونوا ضمير لبنان الحيّ؛ فسلاح الكلمة أهم بكثير من السلاح القاتل، لأنه قد يقتل لك أخاً في الوطن، أما سلاح الكلمة فهو يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم ويجعل الجميع تحت سماء الوطن.
يضم الكتاب سير سبعة وعشرون علماً من أعلام الثقافة في الفكر والأدب والفن في لبنان وهم: "جبران خليل جبران"، "ميخائيل نعيمة"، "أمين الريحاني"، "شكيب أرسلان"، "الشيخ أحمد عارف الزين ومجلة "العرفان" اللبنانية"، "عمر فاخوري"، "ميشال شيحا"، "يوسف ابراهيم يزبك"، "الياس أبو شبكة"، "الشاعر القروي رشيد سليم الخوري"، "حسن كامل الصبّاح"، "الشيخ عبد الله العلايلي"، "مارون عبود"، "سليم خياطة"، "حسين مروة"، "أنطوان تابت"، "الأب طانيوس منعم"، "رئيف خوري"، "توفيق يوسف عواد"، نظيرة زين الدين"، "الدكتور جورج حنا"، "عمر الزعنّي"، "رضوان الشهال"، "الثالوث الرحباني"، "بول غيراغوسيان"، "محمد عيتاني"، "مهدي عامل".