صراع الإرادات على ضفاف الخليج ؛ رؤى سياسية استراتيجية 2010 - 2014 الجزء الثاني
تأليف
هدى الحسيني
(تأليف)
صدر للكاتبة اللبنانية هدى الحسيني كتاب «صراع الإرادات على ضفاف الخليج« وهو مجموع مقاربات تتضمن "رؤى سياسية استراتيجية" تقدمها الكاتبة في جزءين، يتناول الجزء الأول المرحلة من 1998 إلى 2009 ويتناول الجزء الثاني المرحلة من 2010 إلى 2014، تستحضر معه ومن خلاله هدى الحسيني وقائع زمن عربي - إيراني - ...أميركي - روسي - دولي وتعيد قراءته من جديد.
و"صراع الإرادات على ضفاف الخليج" يكتسب أهمية مزدوجة. فهو من خلال المتابعة المتأنية من جانب مؤلفته الكاتبة هدى الحسيني لما تعيشه دول الخليج بضفتيْه العربية والإيرانية يخرج القارئ بحقيقة أساسية وهي أن الذي يحدث هو من أكثر أزمات متنقلة بين هويتيْن، وإنما هو صراع بين إرادتيْن لكل إرادة منظّروها ولأصحابها مشروع مع اختلاف مضامين هذا المشروع وأهدافه ونواياه. كما أنه يصدر في الوقت الذي تقترب فيه خيارات أطراف الضفتين من الحسم سِلماً أو مواجهة. وزيادة في التوضيح نقول مع الكاتبة إن الجوامع المشتركة في الإرادتين كانت قليلة ومن أجل ذلك بات الصراع أمراً لا بد منه.
وفي الجزء الثاني كما في الأول، وعلى نحو معالجة الكاتبة، يأتي "صراع الإرادات على ضفاف الخليج" محاولة للإجابة عن مئات الأسئلة ومئات أخرى من التساؤلات عن صراع فاق في تعقيداته صراعات سابقة عاشتها المنطقة، وذلك لأنه ينطلق من أرضيات مذهبية؛ إلى درجة يمكن القول إنه صراع الإرادات والمذهبيات.. وهذا "بالاستناد إلى صراعات في الزمن الغابر لم تقتصر على المسلمين فقط، وإنما شملت ديانات وطوائف أخرى، مما يعني أنه صراع طويل. وفي كل جولة من جولاته ستكون كفّة الخسارة على المدى البعيد هي الراجحة. وأما رجحان كفّة الربح التي تحدث فإنه مثل أي غمامة تحجب ضوء الشمس ثم تتوارى".
ومن هنا، إن واجب الباحث والكاتب الذي يرصد الحالات الصعبة التي تعيشها الأمة والمنطقة هو الإضاءة في حدود المستطاع. وهذا ما قامت به هدى الحسيني في كتابها بجزأيه؛ كأنما هي تستنتج أن الصراع سيستمر إلى أن يؤول القرار في إيران إلى عقل سياسي، وعندها سيتراجع التعقيد، وستتوصل الرؤى السياسية الإيرانية مع الرؤى السياسية العربية والإقليمية والدولية إلى جوامع مشتركة. أما إذا ظلّت اليد الأمنية الثورية هي الممسكة بالقرار مقابل الكثير من الأيادي السياسية لدى الأطراف الأخرى، فهذا يعني دوام الصراع وبأشكال مختلفة.
هذه الأجواء عالجتها الباحثة والمحللة السياسية هدى الحسيني من خلال مقالات في صحيفة العرب الدولية "الشرق الأوسط" واكتسبت تحليلاتها مصداقية مضافة لأنها كانت تنأى عن التنظير وتعتمد كمصادر في ما تكتبه على خبراء استراتيجيين عرب وأجانب وإيرانيين لهم باعهم في التحليل وحضورهم في ميدان هذا الصراع المحتدم بين الإرادات على ضفاف الخليج.