كشكول...!
تأليف
ساره البنيان
(تأليف)
تجلس ساره البنيان هنا أمام هذا الـ (كشكول..!) مع الورق؛ وتستسلم لغواية الكتابة، ولخاطراتٍ تداعت إليها ملّت الإقامة في نفسها، فأخذت هذه وتلك بيد بعضها البعض، للتوضع على الورق في خليط من صور، لا هو ذكريات، ولا مذكرات، بل شيء من علامات الطريق التي تحلم أن تمشيها والحياة الواعدة التي ...تنتظرها كشابة في مقتبل العمر، وقد رسمتها في كشكولها الصغير هذا؛ عبر راوٍ غائبٍ اصطنعته وتماهت معه وتقاطعت معه ليشاركها فعل الكتابة؛ فإذا بها تفتحه وتبوح لنا بسره. تقول سارة: "في البداية، أود أن أشير إلى أن هذا الكشكول قد يكون كشكولكِ أو كشكول أي فتاة من جيل التسعينات - جيل غريب عجيب -!. كلنا - بالرغم من أننا نعيش في عصر المعلوماتية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تحيط بنا إلى حدّ أنه يمكننا أن نقول إنها تطوقنا - لا نزال نحتفظ بكشكولٍ ما في مكانٍ ما من حقائبنا أو أدراجنا أو خزائننا. إنه الدفتر الأكثر حميمية بين كل الدفاتر؛ ندون فيه ما لا ندِّونه بأي وسيلة إلكترونية؛ فالكشكول هو أحد الأشياء اللصيقة بنا، وبذكرياتنا، وبكل شيء يحصل للمرة الأولى في حياتنا المراهقة. إنه دفتر الآمال المختزنة، إنه كشكول المشاعر الجميلة والبريئة، وربما الأكثر دهاءً. إنه كشكول السرُ الأول، والابتسامةُ الأولى، وفارسُ الأحلام القادم على صهوة جواده الأبيض. إنه كشكول خارطة طريق المستقبل، كشكول الجامعة التي نحلم بدخولها، والمهنة التي نريد أن نمتهنها، وكشكول العائلة التي نحلم بتأسيسها، وقبل كل ما تقدم إنه كشكول الرفض للعادات البالية التي يحاول بعض المعلمين فرضها علينا؛ مستغلين السلطة التي بين أيديهم. إنه كشكول الرأي الذي لا نفصح عنه لأقرب زميلاتنا.
وتتابع المؤلفة متوجهة إلى بنات جنسها بالخطاب: في الحقيقة، بعد كل ما تقدم، أود أن أقول إن صاحبة هذا الكشكول طالبة ككل الطالبات، مجتهدة برأيها، وليس من الضروري أن يكون هذا رأي الكل فيها. لقد وددت من خلال هذا الكشكول أن أخاطبكن بلغتكن؛ فلم أعمد إلى اللغة الفصحى الرائعة، لأعبر عن مكنونات نفسي وربما مكنونات صدوركن، بل لجأت إلى مصطلحاتنا، وأشدد على كلمة "لجأت" بما تتضمنه من معنى؛ لأن مصطلحاتنا وألفاظنا هي خيرُ معبّرٍ عنّا".
من عناوين الـ "كشكول..!" نذكر: "الصداقة حكاية"، "نهاية الأسبوع"، "الفخامة في الحماقة"، "أبو خميس مية!"، "ربَّ كلمة.. زادت درجة!"، "ريح مخك ودع الغش يعزك"، "الإجازة الصيفية"، (...) وعناوين أخرى.