النقد والمجتمع
تأليف
مجموعة مؤلفين
(تأليف)
يطرح كتاب «النقد والمجتمع» بعض الهموم والمشاغل التي تقض مضجع النقد المعاصر بعامة والغرب بخاصة. ويبدو أن أهم الأسئلة المطروحة في هذا السياق هو ذلك السؤال الخاص بالبعد التنويري للمعرفة النقدية. صحيح أن الإجابة على هذا السؤال صعبة وذات طبيعة إشكالية، لكن عدم إيجاد حل وسط بين نقد ذي طبيعة ...تخصصية معقدة ونقد ذي طبيعة تنويرية سوف يفقد النقد دوره الاجتماعي الحيوي الذي لا تعيش المعارف طويلاً إذا فقدته. لكن ما الحل؟
الحل يكمن في رأي مترجم ومحرر هذا العمل الأستاذ "فخري صالح": في ممارسة نقد ذي مستويات. بعض هذا النقد موجه إلى القارئ المتخصص وبعضه الآخر موجه إلى شريحة أوسع من القراء (...) لا شك أن الحصاد النظري الحافل للنقد قد تشكل نتيجة لانشغال النقد بقضايا شديدة التخصص. لكن مراقبتنا لتطور النظرية الأدبية المعاصرة إلى سدة الاهتمام الثقافي بعامة. لقد خسر النقد، رغم هذا الحصاد الوفير من الكشوفات النظرية، شريحة واسعة من قرائه وأصبح بحاجة إلى استعادة هذه الشريحة من القراء، قراء الصحافة غير المتخصصة وطلبة الجامعات والمعاهد المتوسطة والمدارس الثانوية". من هنا جاء اختيار المترجم لمجموعة من الحوارات مع النقاد بدلاً من ترجمة دراسات لهم أو تقديم دراسات لأعمالهم، لأن "طبيعة المقابلة تسمح بإقامة حوار من نوع خاص بين من يطرح الأسئلة ومن يجيب عليها. إن المقابلة هي من نوع الخطابات التعددية التي تسمح بتعديل الأفكار والتصورات من خلال طرح الأسئلة والاعتراض على الأجوبة..." ويتابع الحديث عن هذا العمل بالقول: لقد بدأت فكرة الكتاب تتشكل في ذهني منذ سنوات قليلة بعد أن قرأت كتاب إمري سالوسينز كي "النقد في المجتمع"، الذي استوحيت منه عنوان الكتاب كما ترجمت ثلاثاً من حواراته التي أجراها ونشرها في "النقد في المجتمع". ولقد تطورت الفكرة في ذهني إلى ضرورة مد إطار الاختيار إلى عدد آخر من النقاد الذين لا يعملون في الجامعات الأمريكية، كما أن بعضهم، مثل رولان بارت وجوليا كريستيفا وبول دي مان، هم من الملهمين لبعض من أجرى سالوسينز كي حوارات معهم من النقاد العاملين في الجامعات الأمريكية. وقد أضفت إلى هذه المجموعة واحداً من النقاد البارزين الآن في العالم الناطق بالإنكليزية وهو تيري إيجلتون. ويمثل إيجلتون قطباً مقابلاً لنقاده مثل دي مان، يقومون بعزل الممارسة النصية عن المجتمع، في الوقت الذي يكّون مع إدوارد سعيد ثنائياً نقدياً، في سياق هذا الكتاب، يدعوا الممارسة النقدية إلى بيئتها الأولى، إلى المجتمع...".
وبالاستناد إلى هذه الرؤية سوف يرى القارئ من خلال الحوارات التي يتضمنها الكتاب كيف ينظر كل ناقد إلى الأسئلة التي يثيرها القول بوجود علاقة إشكالية تربط الممارسة النقدية بالعمليات الاجتماعية؛ ومن اللافت للنظر في هذه الاختيارات أن النقاد الذين جرى العمل على تقديمهم في هذا الكتاب هم جميعاً أشخاص عملوا، ولا زال الأحياء منهم يعملون في التعليم الجامعي، وقد تطور عملهم النقدي داخل أسوار الجامعة...
يضم الكتاب حوارات مع كلٌ من: رولان بارت، بول دي مان، جاك دريدا، نورثروب فراي، إدوارد سعيد، جوليا كريستيفا، وتيري إيجلتون. وقد أجرى الحوارات عدد من الكتّاب والنقاد في الغرب من تيارات أدبية مختلفة.