قناديل زينتها أغنية.. وقصص أخر
تأليف
أحمد القاضي
(تأليف)
ما يزال أحمد القاضي، يصرُّ في الكتابة مجدداً في مجال القصة القصيرة جداً، التي أغوته بعوالمها، وأسرته بأسلوبها، فعرف كيف يجعلها فنّاً متقبَّلاً من طرف قرائه ومُحِبٍّيه، وأجاد صنعةً وإبداعاً وخطاباً. وفي جديده الأدبي "قناديل زيتها أغنية.. وقصص أُخر" يقع القارئ على خمسة مجامع قصصية البعض منها نشر سابقاً "الأولى ...والثانية والثالثة" للأعوام (2001م و2006م و2011م) والبعض الآخر حديث. وبقراءة متأنية ومتفحصة لهذه المجاميع القصصية، سيلفيها القارئ لا محالة تجربة قصصية غاية في الغنى والأهمية، فنصوصها هي من النوع الذي يمكن أن يقال عنه، مما قلَّ ودلَّ، أو بالأحرى مما قلَّ وجلَّ. ولعل السبب في اختيار الكاتب لهذه القناة التعبيرية في الكتابة؛ نابع من كونها غاية في الإيجاز والاقتصاد والتكثيف، ولكنها بنفس الوقت تضع من يكتب أمام تحدٍ حقيقي تحضر فيه هموم الكتابة، وهموم عصرها، أي تلك الكتابة المرتبطة بأسئلة لحظتها، في التاريخ والمستقبل، وبكلام آخر لحظتها "الخالدة".
تحت عنوان "لم النازحة" من المجموعة الثالثة المعنونة بـ "هنا وقعنا هنا أحسن" نقرأ:
صدقت كل نشرات الأخبار هنا.
هكذا قال لي أحد المحيطين بمنطقة الأحداث، وأورد مجموعة من (لم الجازمة) كما يقول؛ للإيضاح على كل إجابة، فقال بخصوص الوضع عموماً: لم تتغير الأسعار.
: لم تحصل ارتباكات مرورية بسبب الزحام وعربات الجيش.
: لم تضج المستشفيات بالمصابين من مدنيين وعسكريين...
: لم تكن هناك نيران صديقة اكتوى بها البعض على الجبهة...
قلت: عفواً وبخصوص الشقق!!.
: لم يحصل استغلال من أصحاب الشقق على النازحين.
: لم يبت النازح في خيمة وهو مهموم...
قلت: ماذا عن الحرب؟
: كانت هناك حرب وبؤس وشقاء لكننا سننتصر.
أتممت الحوار وتجاهلت اسمه عن عمد، قلت في أول الحوار لقاء مع مواطن (لم).
سأخبركم بسر، لم ولن ينشر الحوار حتى الآن...".
وعليه، وجب الإقرار أن أحمد القاضي ربح رهان إخضاع موضوعاته الشاسعة والغنية شكلاً ومضموناً لإستراتيجية القصة القصيرة جداً، وكان جدَّ موفق في ذلك، رسالةً وخطاباً.
محتويات الكتاب: يضم الكتاب المجاميع القصصية الآتية: "صوت المرآة يئن"، "هنا وقعنا هذا أحسن"، "ما لم أقله"، "لست وحدك"، "الريح وظل الأشياء".