شتات
نبذة عن الرواية
إذا كان «شتات»، عنوان الرواية الجديدة لمحمد العميري يعكس تسليماً قدرياً يحيل إلى حالة ضياع، فإن (المقدمة) التي يضعها الروائي في هذا العمل تشكل مدخلاً مناسباً لقراءة الرواية ومفتاحاً لفهمها ومن غير الحبّ يفتتح شهيتنا للقراءة. يقول الروائي: "للحب في حياتنا حكاية، وللموت فيها جولات وحكايات. والحياة بين هذا وذاك ...تردّد. قد نحيا بلا حبّ لكنّا لا نُحصى من الأحياء حينها، وقد نموت معه فيبقى ذكرنا خالداً بين ثنايا القصص، (...) حياة/ حب/ موت. خيارات ثلاثة مطروحة أمامك لا تستطيع أن تجمع بينها دائماً، فأنت إما أن تحيا بلا حب لتكون ناجحاً يُشار لك بالبنان، وإما أن تحب وعندها لن تبرح مكانك واقفاً يسقيك الحب من جنونه الهم الطويل والفرح المؤقت، وإما أن تختار الموت فتترك روحك ملقيّةً بين أحضانه تنتظر قدومه وتفرح به...". ولعل هذه الإطلالة التي أرادها العميري تحيل إلى حياة أبطاله وما يريد أن يقوله لقارئه عن معنى الحب الحقيقي في الحياة وضرورة التمسك به إن وجده حتى وإن أهلكَّهُ هذا الحبّ وهو ما أراد قوله العميري في "شتات"، من خلال قصة حبّ مجهض مات قبل أن يولد بين "سالم" و"شوق" جمعهما الحبّ وفرقتهما العادات والتقاليد وبعد فراق أليم جمعهما (بئر): "فتاة - البئر - شوق. عندما قرأ لم يصدّق نفسه. كل الأخبار تحكي وصفها بلا شك. المدينة كانت الدمام، فتاة جامعية في كلية الطب، تعاني ضغوطاً نفسية مؤخراً، يُشتبه أنها فعلتْ ذلك عمداً..."، هذا ما قرأه سالم على توتير فقفل راجعاً لإنقاذ محبوبته بعد أن فشلت كل المحاولات لإنقاذها لقد "وجدها بعدما ضلّ طريقها طويلاً لأشهر. ارتمى في حضنها وأكبّ يعانقها ويضمّها إليه، ويمسح الحزن والألم عن وجهها. ملاكٌ في صورة بشر... لقد وهبها قبلة الحياة، وأعطاها روحاً من روحه. شوق.. شوق.. شوق... احتضنها سالم ورفعها إليه. ضمّها بكل القوة التي منحتها له خلايا الحب. بكى طويلاً في أحضانها، جمعها بعد كل الشتات". هذه الحكاية يصطنع لها العميري خطاباً روائياً يتسم بوحدة السارد، وتعدُّد التقنيات، وتعدد لغات الحوار، وتحليل الشخصيات، مع هامش من الحرية السردية يمارسه في نصه، فيتحكم بلعبة السّرد ما يقيم توازناً بين الرواية التي يتصرف بمصائر أبطالها، والحياة أو الأقدار التي تتحكم بمصير الشخصيتين الرئيسيتين على الأقل ويشير كذلك إلى هوية المنطقة التي تحيل إليها الأحداث والبنى الاجتماعية والأطر الفكرية السائدة فيها، أما لغة الرواية فهي سردية مباشرة في الغالب، ولكنها مطعمة بالمونولوغ الداخلي حين يستلزم الأمر ذلك، مع شيء من المجاز والتصوير والإنشائية. وبهذه التقنيات وسواها، لا تكون "شتات" اسماً على مسمى فقط، بل هي رواية تستحق التقدير والقراءة.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2016
- 182 صفحة
- [ردمك 13] 9786140223875
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
35 مشاركة