سفينة عبد الله ؛ إضاءة على أدوار ومبادرات في مسيرة مستمرة (من الثلاثاء 23 فبراير/شباط 2011 إلى الثلاثاء 23 ديسمبر/كانون أول 2014)
تأليف
فؤاد مطر
(تأليف)
بين الكتاب الأول من ثلاثية "النهج السعودي في ترويض الأزمات والصراعات" الذي صدرت الطبعة الأولى منه في العام 2011، وبين الكتاب الثاني "سفينة عبد الله" الذي أنهى مؤلفه الأستاذ فؤاد مطر كتابة السطور الأخيرة منه خلال العشرة الأوائل من العام 2015، ثلاث سنوات لعلها السنوات الأكثر قساوة على الأمة في ...تاريخها المعاصر. ولعل ما جرى من أحداث في غير بلد وصعيد جعل المؤلف يقول: "إلى أننا في سنوات عربية استثنائية رأينا دائماً أن عبد الله بن عبد العزيز كان حامل الراية الخفاقة فيها وكان في تعاطيه مع أحوال دول المنطقة وشعوبها، وبالذات لأنها في الحد الأدنى أزمات وفي الحد الأبعد كوارث، كثير الخشية على أجيال يتمنى توريثها الإستقرار والإزدهار وليس هذا الذي نراه ولا تُصدِّق العيون ما تراه. ومن هنا جاز إختيار "سفينة عبد الله" إسماً لهذا الكتاب. فهو يحاول أن ينجّي الكيان العربي من الطوفان الملعون...".
ويتابع المؤلف: ويبقى أن الكتاب الثاني عبارة عن إضاءة على أدوار ومبادرات يضمها بين دفتيه، كان الرمز الإيجابي فيها عبد الله بن عبد العزيز. وسيلاحظ القارئ أن كثيرين من الحكام والمسؤولين وردت أسماؤهم في صفحات هذه الإضاءة إما قضوا بوفاةٍ طبيعية وإما بفعل إنقلابات أو اعتداءات محلية أو خارجية. كما أن هنالك من بدَّلوا جلودهم وأساءوا بعد الإطراء. ولكن تسجيل وقائع ما فعلوه وكلام قالوه يعزز الأسباب التي جعلت الأمة تعيش المحنة التي تعيشها وتتلوى بعض الشعوب في نار أشعلها الذين دورهم وهم في قمة المسؤولية إطفاء حرائق وليس رميْ المزيد من الحطب عليها (...) وأختم بالقول: لقد شاءت الأقدار أن يكون للأمة في الزمن الذي اشتدت فيه الصراعات وبلغت عاصفة المشروع الإيراني بشقيه (السعي لإمتلاك السلاح النووي، والمثابرة على تصدير الثورة والتدخل في أكثر من بلد عربي واستمرار احتلال الجزر الإماراتية) ذروة إشتدادها واتساع رقعة هذا المشروع. قائدٌ يحاول بعزم المؤمن بأمته والحريص على تآلف قلوب أبنائها والقلق على مصير الأجيال المقبلة، العملَ بمثابرة على درء المخاطر التي تكاد تتحول إلى زلازل تهز الكيانات وترمي الشعوب في المجهول.
هذا القائد هو الملك عبد الله بن عبد العزيز. وسلاحه هو الدعوة إلى وحدة الصف، وإسداء النُصح، والتنبيه من مخاطر الشحن المذهبي، والأخذ بالحوار نظراً إلى كونه- في رأيه- مثل الترياق يعالج آثار سموم الأفكار التي أخذت طريقها إلى عقول البعض؛ فأعمت بالتالي بصيرتهم، ويبّست قلوبهم. وشوهت ضمائرهم. ونحن عندما نتأمل ما جرى - ويجري- في بعض ديار الأمة؛ وبالذات في السنوات السبع الماضية، ندرك أن الملك عبد الله بن عبد العزيز تصرَف على أساس أن خادم الحرمين الشريفين عليه واجب حراسة الأمتين، وأنه حال دون تصدُّع كيانات بفعل مغامرات جماعات ذات مفاهيم جاهلية، ومن دون تذويب قضايا وطنية في بركان الصراعات؛ وهكذا فنحن نرى أمامنا مشهداً بكامل الوضوح يتلخص في كلمتين: سفينة عبد الله. ومثلما تتواجد في كل زمن إعصارات وعواصف وبراكين، فهناك سفينة إنقاذ وهناك رُبّان يؤدي واجب الإنقاذ بعزيمة الذين يعملون لدنياهم بإخلاص... ولآخرتهم وكأنهم يعيشون أبداً". – من تعريف المؤلف بالكتاب.