تكوين العقل الجدلي
تأليف
نصار الربيعي
(تأليف)
هذا الكتاب: نظرية في التكوين التاريخي للبنية العقلية كوعي ومعرفة ومحصلة للتعددية الفاعلية الجدلية في تفسير النمو النفسي والارتقاء العقلي للفرد والمجتمع والتاريخ. بهذه العبارات التي وسمت غلاف الكتاب يقدم الكاتب نصار الربيعي كتابه «تكوين العقل الجدلي» ويسير به صوب قضايا إشكالية في الفكر والفلسفة والدين والتاريخ، فبعد صدور الكتاب ...لأول مرة عام 2002، وبعد الاطلاع عليه من المهتمين والمختصين رأى الكاتب كما جاء في تمهيد الطبعة الثانية للكتاب: "أن هناك صعوبة جداً في فهم النظرية التي طرحناها عن التكوين التاريخي للبنية العقلية للفرد والمجتمع، كوعي ومعرفة، بسبب تعدد المفاهيم والمصطلحات المنحوتة، والتي تمتلك دلالتها الخاصة بتمفصلات هذه النظرية تحديداً، لذا كان المطلب هو تفكيك الكثير من نصوصه ووضع ثبت تعريفي بالمصطلحات والمفاهيم التي تضمنها، في هذه الطبعة الجديدة تم ذلك، وأصبح هذا الثبت بالمصطلحات والمفاهيم بمثابة تلخيص له، وخط الشروع لاستيعاب مادته العلمية، حيث تم وضعها بأسلوب متسلسل، يعبر عن بنية الكتاب كله، ومع إضافة بعض الطروحات التي وجدتها تدعم طروحات النظرية ونماذجها التطبيقية، يمثل هذا الثبت مدخلاً علمياً ومفتاحاً لا بد منه للولوج إلى عالم النظرية أولاً، وثانياً من خلال الفهم المباشر للمصطلحات، سيتمكن المتلقي من الوصول إلى الطريقة الصحيحة لقراءة المخططات، (...) وأنا على يقين أن المجمل النهائي سينال اهتمامكم على المستوى الإنساني لأنه عملية متكاملة تسعى لبلورة نظرية قياسية معيارية تحدد ما كان قابل للأحكام المزاجية المتعارضة والمتناقضة لطروحات العديد من العلماء والفلاسفة، عبر صناعة معيار علمي قياسي يضمن الوصول إلى النتائج بدقة أكبر، هذه النظرية هي في الصميم من مشاكل الإنسانية المعذبة على الأرض، لا لجريمة ارتكبتها وإنما لأنها إنسانية مفكرة".
وعلى هذا يجيب كتاب «التكوين العقلي» على السؤال الذي يشغل ذهن نصّار الربيعي دائماً: هل يمكن تكوين مقياس ذهني محصله أممي للإنسانية جمعاء؟ وكانت الإجابة عن طريق الاستعانة بعدد من الأطر الفلسفية والفكرية ومناقشتها، في سياقها التاريخي وعلاقتها بـ "الفرد والمجتمع"، وكما يقول الكاتب: إن هذا الكتاب في مستواه الحالي ليس محتوى قطعي دوغمائي لفكرة معينة وإنما هو إطار تكويني عام للعقل الجدلي يستوعب أكثر من مكان وأكثر من زمان وأكثر من إنسان وأكثر من مجتمع بأبعادهم الثلاثة: الماضي كوعي قبلي والحاضر كوعي تماثلي والمستقبل كوعي بعدي...".
يتألف الكتاب من ثلاثة أقسام رئيسية تنطوي تحتها محاور البحث، وهي: القسم الأول وجاء بعنوان: تكوين العقل الجدلي، والقسم الثاني: اضطرابات العقل الجدلي، والقسم الثالث: صراعات العقل الجدلي. وثبت تعريفي بمفاهيم ومصطلحات تكوين العقل الجدلي.