وطفقا يخصفان ؛ خلق الإنسان وخلافته
تأليف
أحمد المبارك محمد الحسن
(تأليف)
التدبّر في كتاب الله أمر رباني على كل مسلم أعطاه الله العقل ومتّعه بقدر من العلم وهداه لنعمة الإيمان. ومن عظمة هذا القرآن الكريم أنه متجدد بتجدّد الزمان والمكان وتطوّر مفاهيم الإنسان، وفي كتابه «وطفقا يخصفان.. خلق الإنسان وخلافته» يبدأ الدكتور أحمد المبارك محمد الحسن بتدبّر وتأمّل وتمعّن كتاب الله ..."القرآن الكريم" ليقدّم لنا قراءة جديدة وفهماً آخراً، هما بتعبير الكاتب "محاولة اجتهاد لفهم آخر لكلام الله سبحانه وتعالى وقراءة أخرى لخلق الإنسان وكيف كان وكيف كانت حياته في الجنة هو وذريته وما أخرجهم منها، ولماذا وكيف جاء للأرض وما المطلوب منه وكيف هبط ولم ينزل. ونتعرّض كذلك لما أنزله الله للإنسان من السماء وكيف كانت الملائكة في خدمته وما زالت وما هي الملائكة وما هو الجن وما علاقته بالإنسان عبر التاريخ، وهل كانت دوماً سالبة أم فيها إشراقات أحياناً (...)".
هذا الكتاب لا يرمي إلى تفسير جديد للقرآن ولكن يدعو لإعادة قراءته والوقوف عند آياته والاطلاع على كيفية مخاطبته لهذا العصر وفق علومه الحديثة ومفاهيمه المتطورة، وكيف أنها تعمل على تطوّر الإنسان والارتقاء به وتحديد أهدافه وتحقيق غاياته وفق خطط منهجية وعلمية تعمل على بناء حضارة متفرّدة وسامية لم تحقّقها البشرية حتى الآن. وأن يعرف الإنسان كيف ولماذا خُلق وجيء به إلى الأرض، ويعرف كيف خُلقت وما زالت ذريته تخلق ما بين الخلق الأول والخلق الثاني، وكيف يموت ولماذا، وكيف يدير شأنه خلال هذه الفترة من خلقه إلى موته، وكيف يتعامل مع معطيات وآيات الكون التي سخّرها له سبحانه وتعالى من ملائكة وجن، وماء، وحديد، وجلد، وقدر، وأنعام، وغيره.
إن معرفة كل ذلك برأي المؤلف أمر مهم وملحّ، ومطلب إلهي ليعرف الإنسان كيف يتعاطى مع هذا الخلق وهذا المجتمع وهذا الكوكب المسمى الأرض وفق الرسالة المحمدية الخاصة به وبإرادته وإدارة كل ما فيه. وأن يعرف الإنسان ذاته وما هي نفسه وما هو القلب وما هو الفؤاد ولماذا كل هذا؟ فهذا أمر فرضه الله علينا ولا نصل إليه إلا عبر قراءة القرآن ودراسته مرة بعد مرة لنصل إلى علم بعد علم وفهم بعد فهم؛ وتلك هي عظمة القرآن المتجدد الكريم الذي يعطي ويهدي، وعظمة رسوله الذي ختمت به الرسالات واكتملت به الدنيا وتحقّقت به الخلافة وتمّت به النعمة.