فصول من تجربتي في الفكر وفي السياسة
تأليف
كريم مروة
(تأليف)
في كتابه هذا يستحضر المناضل والمفكر اللبناني كريم مروة فصولاً من تجربته في الفكر وفي السياسة، وهي مستوحاة من تجربته في الحزب الشيوعي اللبناني وفي الحركة الشيوعية العالمية. ولا شك في أن لهذا الاستحضار للماضي وللتجربة وللأفكار والملاحظات التي دونها الكاتب، أهمية كبيرة في هذه المرحلة من تاريخنا لبنانياً وعربياً ...ومن تاريخ العالم.
يقول الكاتب في مفتتح مؤلّفه: "... واضح في كتابي هذا من أوّل فصل فيه إلى آخر فصل أنني معني بمستقبل اليسار في بلدنا لبنان وفي العالم العربي. وقدمت لكلٍّ من اليسارين وجهة نظري حول صيغتيهما المختلفتين وعن الحقبة الماضية التي ذهب زمانها، لكنني توقفت بشكل خاص عند اليسار في بلدي لبنان، من خلال استعراض ماضيه في تجربة الحزب الشيوعي اللبناني في الصواب والخطأ، وفي تجربة الحركة الشيوعية العالمية في الصواب والخطأ أيضاً. وهو يسار ينطلق من التجربة السابقة ومن المراجعة النقدية لها، من أجل بناء الصيغة الجديدة التي تعبّر الظروف الجديدة عن الاختلاف الجوهري فيها عن سابقتها. وما قدّمته في هذا الاتجاه – والكلام للكاتب- يتلخص في الدعوة إلى العمل من أجل وضع الأسس التي يقوم عليها هذا اليسار الجديد"، أما عن قراءة الكاتب لمسار الثورات العربية الجارية، والرّد الهمجي عليها من الحكومات، فاعتبره المؤلف: إشارة واضحة إلى أن العصر الجديد الذي بشّرت به هذه الثورات قادم في صيغة يحدد مستواها الوعي الفردي والجماعي الذي سيتولد من رحم هذا الصراع العنيف الباهظ الثمن حول المستقبل المختلف". ومن ثم تبدو أهمية البحث في تجديد اليسار لبنانياً وعربياً إنما يعود برأي الكاتب "للدور المفترض الذي يجب أن يلعبه اليسار في تصحيح وترشيد مسار المعارضة الديمقراطية في كل بلد من بلداننا، من موقع المسؤولية الوطنية في مواجهة صعوبات الحاضر وآفاق المستقبل. وأخيراً يرى الكاتب في عمله هذا "مراجعة نقدية عن الماضي باسمي وبالنيابة عن شركائي في المسؤولية. وهي مراجعة تتخذ صفة مهمة تاريخية بالغة الأهمية بالنسبة للحاضر والمستقبل...".
يضم الكتاب أربعة عشر فصلاً متنوعاً وغنياً في موضوعاتها، وهي مقاربة شاملة عن اليسار في لبنان والعالم العربي والدولي، وعرض للأزمات وللأوضاع التي تمر بها الأمة العربية وموقف اليسار منها، وخلاصة عن المؤتمرات والندوات الخاصة بالحزب الشيوعي اللبناني، بالإضافة إلى قراءة معمقة في الجذور السياسية والاجتماعية والأيديولوجية للحركات السلفية بأنواعها المختلفة وللإرهاب بأسمائه المختلفة، ويختتم الكتاب "في الطريق الصعب إلى مستقبل مختلف" الحاجة إلى يسار عربي جديد وإلى ملامح برنامج واقعي راهن للتغيير.