دوزنة
تأليف
علاء عبد الحميد ناجي
(تأليف)
هي قصة امرأة تحولت بين عشية وضحاها إلى مليونيرة، كان ذلك من تلك التركة التي أورثها إياها زوجها الستيني أبو محمد، الذي اختارها القدر له زوجة ثانية؛ ولتتحول بهذا المال إلى سيدة من سيدات المجتمع وهي لا تزال في العشرين من عمرها.
تعود الفتاة إلى منزل والدها لتجد سيلاً من العادات ...والتقاليد يطوقها.. استطاعت كسره بدخولها إلى الجامعة وهناك تتعرف على أول مجتمع أنثوي مستقل تغوص فيه دون صحبة رجل أو رقابة أم وألسن مجتمع.. وفي الجامعة أيضاً تتعرف إلى سوسن التي أصبحت صديقتها المقربة "كنا الأفضل علمياً، والأثرى مالياً، وكنا للأسف الأبعد عن الدين سويا"، وكانت سوسن هي من أوصلتها إلى عالم الرجل من غير الطريق الذي عرفت، فأخوها "مراداً" شابٌ وسيم ولطيف يكبرها بثلاثة سنوات فقط، حيث كان في السنة الخامسة من كلية الطبّ... "مراد اسم على مسمى ففي خاطري كان مراد هو عين المراد، إذ كان يشبه فارسي المقيد في زنزانة خيالي". ومن هنا تبدأ خيوط الحكاية.
من أجواء الرواية نقرأ:
"ها هي الأيام قد مرت يا مراد، ها أنا في مدى الأربعين وحدي، وقد أثبتت الأيام عكس ما قلت، لقد صدقتك بكل جوارحي، وآمنت بك مذهباً بعيداً عن كل مذاهبي، سرت خلفك بكل أحاسيسي...
كان مذهبانا ولا يزالان أقوى من حبنا، وأقوى من عقولنا وأقوى من فتاوى العقلاء من مذهبينا، حسبنا للحظة يا مراد أن حبنا كسد ذي القرنين سيحبس عنا يأجوج المذاهب ومأجوج العادات ويبقينا بعيداً في مأمننا، لكننا يا مراد أتينا من داخلنا دون أن نشعر.
كانت لي صداقات مع بعض المبتعثات وزوجات المبتعثين هناك، وكنّا نتواصل على استحياء وكثيراً ما رأيت ذلك السؤال يراوح مكانه على ألسنتهن يريد أن ينزلق نحوي "كيف تتزوجين رجلاً شيعياً وأنت سنية؟"....
ربما أكون قد نجحت في البعد بمعصومة عن هذه الأمور خلال فترة تواجدنا في كندا لكن ذلك العزل جعل صدمتها كبيرة حين عدت بها لأرض الوطن حيث كل ما يحيط بنا يذكرنا أننا شعبان في شعب وأمتان في أمة ونسيجان متباينان في وطن واحد وروحان متصارعتان في جسد واحد.
لست أدري ما سر هذا الانقسام على ذواتنا الذي نعيشه في مجتمعنا؟ لماذا هذه التفرقة بين السنة وبين الشيعة وكلنا في آخر المطاف مواطنون؟ كنت أشعر بتعاطف كبير مع مراد ومع معصومة في هذا الباب ولكنني في ذات الوقت كنت أزداد حرصاً يوماً بعد يوم أن لا تكون ابنتي من ذلك المذهب الذي ينظر إليه الآخر دوماً نظرة تعال وشك وريبة...".