تأتأة (الديوان الأول)
تأليف
أحمد سحلبجي
(تأليف)
لأنه ليس للشاعر كما يقول مالارميه "خالقاً من عدم"، فإن من يكتب الشعر هو ابن الحياة التي يوجد فيها وأبوها في آن واحد، يستمد من المجتمع مادة فنّه، ولكنه يعيد خلقها وفقاً للرؤيا التي تنير طريقه، والشاعر أحمد سحلبجي لا ينم عن هذا السياق، ففي ديوانه الأول «تأتأة» يُعبر عن ...رؤيا تظهر الوجود كهفاً أسوداً الشعر فيه أكثر تعبيراً عن القلق والتعب والرعب الذي بات يسم واقع الحياة في المدن العربية الحديثة، ولاسيما بلاده، التي باتت شهوة الموت تتعادل مع شهوة الحياة في داخلها متفجرة تمزق الفراغ من حولها، وقد عبر الشاعر عن هذه الشهوة في قصيدة «باعوك يا وطني»، وهو تعبير يكشف من خلاله عن الواقع العربي والأحداث الطارئة ويمتد ليشمل حقائق النفس والوجود، ما يضمن لشاعرنا بعد هذا الديوان صفة الأصالة في الشعر والبقاء في رحابه أيضاً.
يقول الشاعر: "... قتلنا بعضُنا بعضاً/ سفكنا التينَ والأرض/ نسينا أننا أخوة/ وأدنا الدينَ والعرضَ/ سلبنا بسمة الأطفال/ وسيفُ الذلِّ يتمضىّ/ ذبحنا شقائقَ النُعمان/ وعفنُ القبرِ لمْ يرضَ/ شربنا البحرَ عصياناً/ وحكمَ اللهِ لمْ نرضَ/ أجل خانوك يا وطني/ (...)".
في (توطئة) أو مفتتح هذا الديوان يقول الشاعر أحمد سحلبجي:
"ها هنا أكتبُ، في حضرة انتظار الأشياء التي لم تستحق الانتظار، وكما انتظرتُ الحياة قاطبةً، كما انتظرتُ الفرح ولم يأتِ، وكما انتظرتُ الحياةَ ولم تأتِ، وكما انتظرتُ الأمل ولماّ يأتِ، أواظبُ انتظارَ الكلمات التي خرجت بصعوبة السكرات، سكراتِ ميّتٍ يترنّحُ بين الرحيلِ وبينَ البقاء، بينَ الهروبِ وبينَ الوفاء، بينَ الجحيمِ ودفءِ الشتاء/ أن تولد الكلماتُ التي لبثت طويلاً في رحمِ القلم فذاك زلالُ زلالِ الألم، أن تخرج مبهرجةً منمّقة لتُقرَأ على ورقٍ ناصعٍ مع قهوةٍ محلاّةٍ على تراجيديا أوتارِ جبران فتلك الأشياء قد تصيبها بالوجعِ، بالضّجرِ، باللّعثمة، بالخجل، وبـ تأتأةٍ تراجيديةٍ، وربما تصيب بالوجل/ (...)".
يضم الكتاب ما يقارب الستون قصيدة في الشعر العربي الحديث بالإضافة إلى عدد من النصوص النثرية، نذكر من العناوين: "سنلتقي"، "محاولاتٌ لوصف قلب بيروت"، "نرجسٌ انت"، "مَنْسيّ"، "تأتأة"، "سلام عليك يا صديقي"، "لنرقص"، "متأخرينْ"، "أتنتظرين الأمل؟"، "ادخليه آمنة"، "على ذمة الليل"، "طهرُ طوق الياسمين"، "أحييتُ بكِ؟"، (...) وعناوين أخرى.