جمر المستنقع - رواية شبابية
نبذة عن الرواية
إن عناوين الأعمال السردية للروائي اللبناني غسان شبارو منذ روايته الأولى "بيروت 1982" (العام، 2007) مروراً بـ "2022" (العام، 2008)، و"كوكب الجرذان" (العام، 2011) وانتهاءً بـ روايته الجديدة "جمر المستنقع"، لا يمكن أن تؤخذ إلاّ بوصفها أداةً وتعبيراً عن استراتيجية نصية تبني مشروعها بتعدد الأدوات والأشكال والأصوات، وخطاباً موجهاً قائم ...الذات، مندمج في الكل النصي، يقترح إضاءة عتمات الحياة بمختلف تمظهراتها، ويؤول إلى نداء صريح وحار نحو عالم ينتفي فيه الخراب والظلم وتسوده العدالة والسلام. عن هذه الرواية يقول غسان شبارو: "الشباب هم جمر المستنقع الذي يعيش فيه الشعب، ورواية "جمر المستنقع" هي صرخة منهم ولهم تدعوهم لعدم السكوت عن حقوقهم الشرعية والنضال السلمي لاستعادتها، وتشجيعهم على الانخراط في العمل الاجتماعي والحفاظ على البيئة والتمسك بالعلاقات الأسرية وعدم الهجرة". وبهذا المعنى، يمكن أن تُعتبر الرواية إسماً على مسمى، فالجمر هو ما تساقط وتراكم من نيران الداخل والخارج على رؤوس شعب لبنان حتى كادت أن تحرق كيانه وتفرّق بين أبناءه أو تهجّرهم، والمستنقع هو الفساد والظلم الذي وجد الجميع أنفسهم غارقون في وحوله بقصد أو غير قصد، ينشدون الخلاص، فكان الشباب هم طائر الفينيق والأمل، وعليهم الرهان. والحكاية برمتها لا تعدو أن تكون تعبيراً عن الحياة في زمن، والزمن في جمر المستنقع هو (الراهن/المعيش)، فالشيء الذي لا مندوحة عنه، ولا مناص منه، هو تلازم الحكاية هنا مع الزمن، عن طريق اللغة اللحظة في حركتها الدائبة من .. وإلى، أما المكان الروائي فينفتح فيه السرد على الداخل والخارج (لبنان/وأميركا) ما يمثل في الواقع - أو يجسد، تجسيداً حقيقياً، علاقة زمن الرواية بالمكان، ولأنه لا يمكن تصور حكاية دون أشخاص، مثلما لا يمكن تصور الحدث بلا زمن، أو بلا أشخاص، فإن شخصيات هذه الرواية لا تعيش في فراغ، وإنما هي تمثل المجتمع الذي تنتسب إليه، ترفع شعاراتها "حقوقنا مقدسة"، "نضال حتى الموت"، وغيرها، فتظهر في الرواية شخصية "دينا رشيد" الناشطة الاجتماعية والبيئية، التي تتسم بحس المسؤولية التي على الرغم من انحدارها من عائلة ثرية انتسبت إلى "الجمعية الوطنية لمكافحة الفساد" وعملت على مشروع استجرار الطاقة الشمسية لتحويلها إلى طاقة كهربائية نظيفة صديقة للبيئة وتوزيعها على كافة المناطق، ثم أَنشأت مطعماً على غرار مطعم "اليد الخضراء" المشهود له بمواصفاته الصحية عالمياً. وشخصية "نضال كامل" الغاضب من الظلم وعدم المساواة في الحقوق وسيادة المحسوبية، ينشد الهجرة عن الوطن ملاذاً من الفساد والفقر، يساعده في تحقيق حلمه ابن خالته "جايمس شلبي"، الأميركي الجنسية من والد لبناني "عمر شلبي" الذي هاجر عن وطنه ناشداً بدوره الحلم الأميركي فكاد أن يخسر بيته في ظل أزمة الرهن العقاري والإقراض العشوائي الذي دفع ثمنه فقراء أميركا، وغير ذلك من تناقضات يعيشها الشعب الأميركي والتي ترخي بظلالها على واقع الناس ولا سيما سياسة "التمييز العنصري" حيث يتمظهر ذلك بمحاولة إحراق العلم الأميركي من قبل الشابة الأميركية "جازمين براون"، احتجاجاً لعدم تمكنها من الحصول على وظيفة بعد تخرجها من كلية الحقوق بسبب لونها، فتعتصم مع آخرين في "حديقة زوكوتي" ضمن حركة "احتلوا وول ستريت" احتجاجاً على سياسة عدم المساواة والتمييز العنصري، ثم ما تلبث الشرطة أن تطردهم وتعتقلهم فندرك معهم أن حقوق الإنسان في كل مكان هي مجرد شعارات لا أكثر ولا أقل، ما يعني أن مستنقعات أميركا شبيهة بمستنقعاتنا العربية تفوح روائحها الخانقة لتلوث بيئات البشر وتسرح على ظهور شعوبها حيتان المال من دون خوف أو وجل. وهكذا تتقاسم الشخوص والحوادث اهتمام شبارو وتتصاعد في روايته الحبكة فتصل إلى الذروة لتتمسرح خطوة خطوة باتجاه قضايا ملحة للإنسان كائناً ما كان بلده أو جنسه أو لونه أو دينه مع دعوته إلى تحوّل الأغلبية الصامتة إلى أغلبية فاعلة تغييرية. رواية "جمر المستنقع"، هي عين على الحدث، إنها الثورة الواعية، وليست الفوضى المنظمة، هي النموذج والمعيار في التأسيس لأدب رسالي راقٍ وعميق، شكلاً ومضموناً، تنأى عما هو سطحي ومكرور ومألوف في الرواية العربية، تثير أسئلة ولا تقدم أجوبة، لا تأبه لرأي زيداً ولا عُمراً، بل ما يهمها هو التوجه إلى الجمهور "القاعدة العريضة" وليس "قمة الهرم"، وكتبت بلغة مبسطة دون تنميق وتكلُّف، مستخدمة عبارات يستخدمها الشباب في يومياتهم مثل "موبايل" و"لابتوب" و"لايك" و"غرافيتي" وغيرها فكانت منهم وإليهم.عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 128 صفحة
- [ردمك 13] 9786140226081
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
26 مشاركة