اقتباسات من رواية بيجمان 'الذي رأى نصف وجهها'

لم يُقبض بعد على كل المجرمين. بعضهم يقبع في ركن قصي في حظيرة الخنازير، يأكل بيده التي حزَّت الرقاب، ويتنفّس بشخير ثقيل. بينما يستيقظ الموتى كل يوم، مثلما يستيقظ الجوعى مبكراً..!

⁠‫لم ينتهِ كل شيء..

⁠‫﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ )

نمر على مسجد "سنان باشا" فنراه مغلقاً لأعمال صيانة تبرعت بها دولة خليجية وأظنها ( الكويت ♥️ )

، المسجد تعرَّض إلى هجوم عنيف إبان الحرب وصار أثراً بعد عين، ولم يعد يصدح فيه صوت الإمام الكويتي "فهد العلي" المتزوج من بوسنية.

( أحسست بالرعشة ذاتها التي تحسها الوردة حين لا تجد شوكاً يحميها! رعشة البوسني الذي ينسى كل كلمة حفظها حين يهيم على وجهه وهو ينتظر الموت المتربص فتلمع دمعته في عينيه ولا يكاد يتذكر إلاَّ كلمة "الله"..! الله: الأمل الذي لا يموت )

ركب الصرب سيارات الحماية الدولية وطلبوا من السكان الخروج بعد أن أعطوهم الأمان! بعد هذه الخدعة المدبرة انقض الصرب على المسلمين فذبحوهم في الشوارع بالسكاكين كما تُذبح الخراف، وسبوا النساء واغتصبوهن!

( تصحو سربرينيتسا المدينة الصغيرة التي حاصرها الصرب أربع سنوات وقطعوا عنها أسباب الحياة، حتى وضعتها الأمم المتحدة تحت حمايتها بوجود الكتيبة الهولندية التي كان من أفرادها من يساوم الفتيات على شرفهن مقابل كسرة خبز )

( صربيا هي التي درّبت وموّلت وسلّحت القتلة. "فويسلاف شيشيل" و"أركان" و"الجنرال راتكو ملاديتش" المسؤول المباشر عن جرائم الإبادة في سربرينيتسا. على مذبح الكراهية والجماجم نحروا نهر درينا الذي شهد تغير لون مائه إلى الأحمر بفعل ما ألقي فيه من جثث المسلمين )

⁠‫-     تخيّل لو كان في المستطاع جمع هلع الضحايا ساعة القتل في نفير بوق، هل سيكون الأمر محتملاً؟

⁠‫-     ليتك تسمعين كل ليلة هلع وسادتي وأنا أبحث عن موتى يستيقظون في منامي..

لا بصيص من نور. فالظلام بيننا فسيح. نحن لم نخترع الموت ولا الدروب المفضية إليه. كنا فقط ندفن أسرارنا في الريح ونغني

لم أعد أحتمل كل هذا الانتظار الذي تدرَّبت فيه على لغة الموت المقدَّسة، محاولاً بقلب مكسور أن أتخطى عبوديتي له واستسلامي للنطق به. هل كنت خائناً للموت حين فكرت بحياة سابينا؟

فأنا أريد لهذا الجحيم أن ينتهي، الجحيم الذي أخطأتُ حين اعتقدت أنه في زنزانة مخنوقة. فبعد أن تقبَّلت فكرة موتي، اكتشفت بأني لم أتقبل فكرة موتها! لذا عرفت الجحيم لاحقاً.

( سراييفو لن تحصي القتلى ولكنها ستحصي الأحياء.. )

‫رادوفان كاراجيتش زعيم صرب البوسنة

⁠‫

دعينا نحدَّق أحدنا إلى الآخر، مثل نافورة تذرف الدموع أمام ملتقطي الصور دون أن يشعروا بها.

( عندما يصعب علينا العثور على المكان المحدّد وكأننا نسأل عن مطعم أو سينما فإننا نسأل: أين المقبرة الجماعية؟!".)

‫جمال حسين علي

⁠‪

كلانا ترك الحديقة مُشذَّبة، وحين نظرنا إلى الوراء، وجدنا الليل يفترسها بضراوة..