ولأنني عيناك
تأليف
هاجر المحفوظي
(تأليف)
«ولأنني عيناك» قصائد درامية تعبيرية تحضر فيها أنا الشاعرة هاجر المحفوظي لتصبح هي الراوي وهي الأداة البنائية المركزية في النص، تساعدها لغة سردية، وتعابير تحمل دقة شعرية عالية في الإيحاء بمعنى الحزن، والدلالة على الوهن الذي يصيب الذات الشاعرة بحال الغربة والفراق والفقد "سأهاجر وقلبي/ وسنحل في بلادٍ عرفنا أنها ...لنا منذ أن خُلقنا/ ومذّاك كانت لنا../ سنهاجر إليها.. ونُقبر فيها../ سنسكن كيفما شئنا لا شيء يفصلنا عنها/ سنصلي فيها كثيراً../ (...)/ سنموت سنحيا/ سنفترق ونعود فيها نلتقي.. لنفترق مجدداً/ سنموت فيها لنحيا/ سنموت فيها../ ل ن ل ت ق ي". تلك هي طقوس الشاعرة لدراما بعث الحياة من جديد، وليجسد الموت بهذا المعنى لحظة الانتصار الدرامي على الزمان. وبهذا الاشتغال فإن الشاعرة تزحزح المعاني، وتجعلها أمامنا مفتوحة للتأويل. وعندها أن الموت أصبح سبباً للقاء - "ل ن ل ت ق ي" - والحياة من جديد. "هي الحياة مريرةٌ لا حلو فيها إلاك../ هي الحياة لا صحو فيها غيرك../ لا فرح يشد من أزرها.. لا صوت يأتي من خلالها/ من قبلها من بعدها.. لا صوت فيها غيرك/ لا شيء يفك أزرار وجعٍ لطالما لبثها/ وأسكنها الغياب...". وهكذا تجتهد الشاعرة لكي تعطي زخماً وكثافة كبيرة لمجمل نصوصها، وبطريقة تتناغم مع إيحاءات النفس البشرية ونوازعها الخفية، تلك التواقة إلى رسم صورة مثالية لمن تُحب، ما يعني ثمة تراسلاً حسياً بين الفكر والعاطفة عند كل إنسان وهو ما نجحت الشاعرة المحفوظي في إيصاله لمتلقي النص.