العزيز
تأليف
ندى يحيى الحائك
(تأليف)
«العزيز» كتاب ذكريات ورسائل وحكايات واعترافات تستحضر فيه الكاتبة "ندى يحيى الحايك" شخصية أباها المعلّم والمربي الفاضل يحيى سعيد الحايك أحد رجال الثقافة والأدب والشعر في نجران؛ ليكون الكتاب بمثابة عربون وفاء وإخلاص ومحبة من ابنة لأبيها الذي غادرها في غفلة من الزمن، وقد صاغته في نصوص ورسائل تمتزج فيها ...الوقائع والذكريات بالانطباعات والانفعالات، وتختلط بين مفرداته الدموع برائحة الأمان. "نعم إن رائحته تشبه رائحة الأمان.. أجل الأمان أصبح لديه رائحة .. هي رائحة أبي".
تقول الكاتبة في مفتتح كتابها: "... دخل عام 2016 وما زال الألم هو نفسه.. غادر الأمل وحل محله اليأس.. غابت الضحكة وحل محلها الحزن.. أريد أن أكتب.. ليس عن الألم.. بل عن صاحب الضحكة.. عن نبراس أيامي.. عن الأب الصديق.. لكن من أين أبدأ؟ كيف يمكن أن أكتب عن إنسان هو مركز قوتي؟ ماذا يمكن أن أكتب؟ ما أحمله في قلبي لن تتسع له مجلدات.. وما سأقوله لن يفيَ حقّ شخص بنى حياته بالعطاء ولم يُبادل عطاؤه إلا بالقليل..
هل أكتب عن الأب الذي كانه؟ أم الأخ؟ أم الصديق؟ أم المعلم الفاضل؟
هو كل ذلك..
أريد أن أخلّد بين الورق الإنسان الذي جعلني ما أنا عليه.. الرجل الذي تشبعت بقيمه وشعاراته.. الرجل الذي جعلني أحب الأدب واللغة اللذين أحبهما وأفنى نفسه من أجلهما.. أريد أن يظل لأحفاده، الذين لن يروه ولن يتعرفوا إليه إلا من خلال الصور، شيئاً يجعلهم يفخرون أنهم من سلالة ذلك الرجل.. أريد أن يبقى لي شيء، إن أصابني الخرف يوماً وقضى على ذاكرتي، شيء يذكرني بشخص كان دنياي.. ومركز عالمي.. أريد أن أستعمل اللغة التي أحبها لأسجل على حائط التاريخ روعته.. طيبته.. حنانه وكل شيء جعل فجيعة فقده قاسية عليّ للحد الذي جعلني أتوقف عن الكتابة التي أحبها حتى كتابتي لهذه الكلمات..
لم أرد أن أبدأ بأي مشروع كتابي إلى أن أكتب عنه.. حبيبي.. نبراسي.. ضوء عيني الذي انطفأ".