سيرة المرأة جدل لا ينتهي! 'سرد حكائي'
تأليف
محمد الزهراني
(تأليف)
في الجزء الأول من كتابه «سيرةُ المرأةِ.. جدلٌ لا ينتهي!» يتحدث الكاتب والشاعر السعودي محمّد الزّهراني عن شخصية محورية هي "المرأة". ويستند إلى عدد كبيرٍ من الحكايات والقصص التي وثّقتها كتبُ التراث والأساطير القديمة وبعض الحكايات الشعبية.
الكتاب هو عبارة عن محاولةٍ سرديةٍ؛ لإعادة كتابة سيرة المرأة بشكلٍ بسيطٍ يخلو ...من التعقيد، ويبتعد عن الفلسفة والتنظير، ويهرب من التّحيّز إلى رأي أو إلى وجهةِ نظرٍ من دون أخرى. فيجد القارئ إلى جانب الحكايات والقصص والأساطير بعض التحقيقات الصحفية عبر الإنترنت، وبعض الأمثال العالميّة والمحكية، وعرضاً مختصراً لبعض الكتب التي تحدثت عن المرأة.
المرأة هنا هي حوّاء في أسطورة الخلق، وهي المحروقة في شريعة مانو، والعاقر في شريعة الهنود، وهي الرّهينة لدى البابليين، وهي الحكيمة والكاهنة والجارية والسّبيّة والْمَؤودَةُ وكل شيءٍ عند العرب، وهي الزّانية والعاهرة والفاسقة في بعض الحالات والذهنيات.
المرأة هنا هي هيباتيا التي ذهبت ضحية التّطرف، والزوجة السّرية التي اغتصبها الجميع، وهي أيقونة التشفي والنكد لدى الفلاسفة والمثقفين. هي أيقونة الضّياع سالومي، وهي قاطعة الطريق لدى توفيق الحكيم، والإنسان النّاقص لدى شبنهاور، وهي الجارية والمحماق والحيزبون والشّمطاء والهيفاء وكلّ الأوصاف في أدبيّات التّراث.
المرأة هنا هي عصب الأساطير، هي بسيكة وباندورا ولاماتسو وساحرة الجبل العجوز، وهي فالقةٌ في اليمن. وهي أيضاً أيقونة العلم والذّكاء والإبداع والتفوق والإرادة، كما في سيرة تاكيكو اليابانية، وهيلين كيلر وغراتسيا ديليدا وماري كوري.
وفي سيرة المرأة تصوّف وحبّ للوهم والأبراج، ومادة تراثية خصبة للغزل والطّرافة والسّذاجة. كما في قصص ذات النّحْيَين والجارية بُصيَص.
والمرأة هنا أيقونة المغامرة والغواية، هي النّضيرة بنت الضّيزن وفُرجَة بنت الفجاء وهند بنت عوف. وفي مكانٍ مشرقٍ هي سلمى الغفّارية الأنثى الحرّة الْتي خلّصت نفسها من قيود السبيّ. وهي سلمى المُتَدلّية الْتي أنقذت قومها، وهي فاطمة الخثعمية الكاهنة العفيفة، وهي الزّوجة فاسدة الرّأي الْتي أفسدت راي السّلطان فصاح بالنّاس: "أيّها النّاس لا تثقوا بالنساء".
والمرأة أيضاً هي "أوساكابي" الْتي ناضلت من أجل حق النساء في العمل، وهي سامية العمودي التي تحدَّت المرض، وكذلك هي البنت الصغيرة التي كبرت وصارت باباً للرزق واللّطف والرّحمة. وبعد هذا الجزء يبدو أن: "المرأة حكايةً طويلةً وجدلٌ لا ينتهي".