مذكرات أستاذ حكيم
تأليف
خالد المانع
(تأليف)
أنا لست روائياً ولكني كثير الأحلام. ففي زمن غاب فيه الأبطال، حلمت ببطل ينقذنا من همومنا. بطل يرفض أن يُسمى بطلاً. بطل نحيل الجسم ولكنه قوي بذكائه وارادته. لا ينتظر الشكر والأجر من أحد إنما يريده من الله. ليس بالمغامر الجسور ولا المقامر العنيف. ولكنه لا يتحمل رؤية الخطأ فيغمض ...عينيه نه. لا توجد في معجمه كلمة مستحيل.
بهذه العبارات يقدم الدكتور خالد المانع قصة الأستاذ حكيم في كتاب انتحب له عنوان «مذكرات أستاذ حكيم»، يستخدم فيه وظيفة تأثيرية عن طريق التوجه للقارئ مباشرة واجتذابه بهدف استمالته، وإثارة التشويق لديه، ليستمر في القراءة، ويفعل ذلك من خلال تقديم شخصية خيالية، يقلدها دوراً تربوياً تقدم فيه حلولاً للمشاكل الاجتماعية في البيت والمدرسة. ويقول: "نعم، نحتاج إلى الأستاذ حكيم... أستاذ حكيم، مدرس اللغة العربية، نشأ من عائلة فقيرة ومرّ عليه من مصائب الدنيا ما لم يمر على عشرات الرجال الذين عاشوا عمراً طويلاً. طريقته في مواجهة المشاكل وحلِّها حازت إعجاب من حوله"
في القصة الأستاذ حكيم له عائلة صغيرة، فهو لم يرزق بولد، ويعيش مع زوجته في بيت متواضع صغير في الحي الذي يقطنه، أكمل دراسته بصعوبة وأصبح مدرساً للغة العربية في قرية نائية تسمى "العبوس"، واجهته صعوبات في مهنته وتغلب عليها بما يحمله من أخلاق وقيم وأفكار خلاقة؛ فصار محط إعجاب الجميع والمثال الأعلى في العلِم والعمل والحياة عموماً، وبعد أن بلغ الستين من عمره وتقاعد من التدريس، فكر أن يوسع دعوته للخير بأن ينشر كتاباً عنوانه: "مذكرات أستاذ حكيم"، يحث به الناس على عمل الخير ويخبرهم عن تجاربه الناجحة في هذا المجال، وهكذا بدأ أستاذ حكيم كتابه بسرد مسيرة حياته وكيف أن أسرته الفقيرة لم تمنعها قلة ذات اليد من مساعدة الناس؛ فتبذل جهوداً قد تصل إلى جمع التبرعات لذلك المحتاج لسد حاجته، والسعي لإيجاد كافل لليتيم. كان ينصح الغافل عن الصلاة والعاصي ربه أن يرجع إليه ويتوب ليفوز بسعادة الدارين. تعلّم حكيمٍ الكثير من أبيه فكان يحس بحلاوة مساعدة الناس ولا يطلب شيئاً لنفسه، وإذا شكره أحدهم قال: "لا تشكروني ولكن اشكروا الله الذي سهّل أمركم وأنعم عليّ بأجر عظيم، فلا أريد أجراً من بشر بل أجري من الغني الذي يجزي الحسنة أضعافاً مضاعفة".
نجح الكتاب الذي ألفه أستاذ حكيم نجاحاً غير متوقعاً ولكن بعد وفاته... مات الأستاذ حكيم وبقي كتابه شعلة مضيئة تنير درب جيل بأكمله يتعلّم منه الكبار ويسير على دربه الصغار.