دموع حمراء - الجزء الأول
تأليف
وجدان بنت سلمان عبد العزيز
(تأليف)
«دموع حمراء» عنوان يستوقف المتلقي، ويحفزه على القيام بعملية تأويل وحالة ترقب حكائي لمعرفة من أولئك الذين ستتساقط دموعهم دماً من شدة الألم، يمكن تسميتها بـ "مفاتيح حكائية" تقصّدت من ورائها الروائية "وجدان بنت سلمان عبد العزيز" أبعد من الوصف بكثير مما تشي الحكاية : "هي تلك الدموع التي تساقطت ...بعد عناء طويل وجهد جهيد!.. هي تلك الدموع التي انجرفت نحو الهاوية فتساقطت على وحل قذر!.. هي تلك الدموع الشبيهة بالدماء بعد أن تجف خلايانا فتموت دون مقاومة!... هي تلك الدموع الحقيقية التي همت من عيني المظلوم أمام ظالمه".
في قراءة الأحداث نجد أن الرواية تنهض على فكرة محددة هي ثورة الشعب ضد السلطة والتآمر على الحاكم (الانقلاب السياسي) وتفعل ذلك الروائية عبر وقائع وأحداث وشخصيات مستدعاة من التاريخ الأوروبي، وأماكن متخيلة، وأزمنة غير محددة، وأياًّ كان الإطار الذي تصطنعه الروائية، فهي تقول من خلاله أشياء وأشياء بطريقة مختارة. فماذا وكيف فعلت ذلك.
منذ المشهد الأول الذي تطالعنا به الرواية في قصر الملك ديفيد مع زوجته وأبناءه والذي بدأ هادئاً ثم ما لبث أن تحوَّلَ كابوساً نضع يدنا على رأس الخيط الذي ينتظم الأحداث، وتنطرح العقدة التي لا ننتهي من فكفكتها حتى مع نهاية الرواية؛ وإذ بنا أمام مشهد خيانة للملك من أقرب مقربيه "سيلفر" الذي حرض الشعب ضد الملك وأخذ محلّه في الحكم، وعلى أثر ذلك يُقتل الملك "ديفيد" والملكة الأم "أيلين" التي كانت حاملاً ويتشرد الأبناء الآخرين، "ريتشارد" و"كريستال"، و"رون"، والطفل"، "رون" ووجهتهم كانت قلعة النور المحيطة بالمملكة، فيُباعون في سوق العبيد، ويواجه كل واحدٍ منهم مصيراً مختلفاً عن الآخر حتى أنهم لم يصرحوا بأسمائهم الحقيقة، خوفاً من قتلهم من قبل الملك الجديد الذي يستمر بملاحقتهم وخاصة الإبن الأكبر للملك ديفيد وهو "ريتشارد"، الذي يظل هاجس الانتقام والثأر لأبيه يلاحقه، الشيء الذي مكّن الملك سيلفر من الوصول إليه، وإعدامه بالمقصلة بتهمة الخيانة للدولة وللعهد...
في الخطاب الروائي، استخدمت الروائية تقنية الراوي العليم، حيث تعهد إلى راوٍ واحدٍ عليم برواية الأحداث، كما أنها اصطنعت تقنيات حديثة حين كسرت خطية الزمن وموهته، كما زاوجت بين السرد والوصف والحوار، واستخدمت الاسترجاع والتذكر والاستقدام في الوقائع المسرودة، أما اللغة فهي أدبية بامتياز.
من أجواء الرواية نقرأ:
"... لقد انقلب الشعب على الملك ديفيد بعد أن انفجر من الظلم الذي تراكم في قلعته. الملك ديفيد المعروف بالطيبة كان قاسياً على شعبه ما جعلهم ينفجرون ويهاجمون قصره بالأمس. فقتل والملكة وأبناؤهما. كانت فاجعة إلا أنها أشادت بفرح الشعب ذلك الذي هتف: ظهر النور واختفى الظلام! هل سنعتبره عزاء لثلاثة أيام؟ أم فرحاً بالملك الجديد سيلفر؟..."