حجارة على بيت من زجاج - مقالات سياسية
تأليف
لبيب قمحاوي
(تأليف)
يتضمن هذا الكتاب مجموعة رؤى نقدية وتأملية وتحليلات متنوعة ومقاربة مهمة للمجريات والأحداث التي يرزح داخلها النظام السياسي العربي والأردني خاصة.
وعليه، فإن هذه المقالات بمثابة استدعاءات للحظة التاريخية الراهنة التي لا بد من تسجيلها بالرغم من كل المعاناة التي يعاينها المتنورن العرب في هذه المرحلة الزمنية الشائكة المليئة بالتناقضات والتحديات، ...ومنهم مؤلف هذا الكتاب الذي عاش مراحل صعبة كان يُعتبر فيها كل وطني مخلص لفلسطين وقضيتها مجرماً يستحق العقاب. يقول الدكتور قمحاوي في مفتتح هذا العمل: "أكتب هذه الكلمات الموجزة جداً وقلبي مفعم بالألم على جيل قضى مقهوراً متحسراً، وعلى آمال ضاعت وأهداف وُئِدَتْ في مهدها، وعلى أجيال أخرى لَحِقَتْها، بعضها ساوم لضعف في الذات أو لأطماع شخصية، وبعضها الآخر لم يساوم وقضى دون أن يستسلم بالرغم من الإغراءات أو الضغوط أو التهديدات".
يتألف الكتاب من عشرة فصول تقاسمت (مقالات) الكتاب، ومع أن عدداً كبيراً من المقالات كانت عن الأردن بحكم كون المؤلف أردنياً من أصول فلسطينية، إلاّ أن المواضيع التي تم بحثها في تلك المقالات المتعلقة بالأردن كانت مختلفة وتراوحت بين الإصلاح السياسي، ودور المخابرات في الحياة السياسية والإعلام والمواطنة والثقافة السياسية... وغيرها.
ولأن المتغيرات العالمية والمحلية تطرح أسئلتها المحرجة على الكتّاب في كل عصر تناول المؤلف قضايا مماثلة في العديد من الأقطار العربية مثل الإصلاح والديمقراطية والمواطنة، وخاصة حينما اجتاح العالم العربي موجات "الربيع العربي" وثوراته ضد قوى الاستبداد والرجعية والفساد وتوريث الحكم، وفي هذا السياق أيضاً تم تسليط الضوء على مواضيع مثل الأسلمة والحركات الإسلامية والأصولية والجهادية والخيار القومي والديمقراطية، فخرجت سلسلة من المقالات لإيضاح هذه الظاهرة وأهدافها الحقيقية وسبر أغوارها منذ ظهورها.
وبناءً على ما تقدم، يتميز هذا الكتاب بأنه يحمل في مجمله رسالة وفكر متكاملين، حيث مجموعة المقالات هي بمثابة محاولة جادة لإعطاء كل باحث أو مهتم بقضايا المنطقة معلومات وتحاليل علمية عن فترة زمنية معيّنة، فهو في الحقيقة كتاب مرجعي للحقبة الزمنية التي رافقت وأعقبت حقبة "الربيع العربي" وللأحداث التي عصفت بالمنطقة نتيجة ذلك.
المقالات الواردة في هذا الكتاب تأتي في سياقها القومي والوطني ملتزمة التزاماً كاملاً بالحقيقة، والحقيقة هي كل ما يسعى إليه مؤلف الكتاب؛ باعتبارها الطريق الأمثل لفهم واقع ما يجري وكيفية تغييره نحو الأفضل على صعوبة هذه المهمة.