لجلاديك وأن تبرر لهم الأمر؟
حاء - مقالات
نبذة عن الكتاب
لا أدري من أين جاءتنا هذه الفكرة، ولكنها جاءت. الفكرة التي تقول بأن ثمة معنىٌ وراء الأشياء؛ الحياة والموتُ وما بينهما. الحكمة، المغزى، البصيرة الخبيثة في التفاصيل.. أحبُّ أن أفكّر بأنها موجودة. كلّنا نحبُّ ذلك، كلنا نفضّل أن نصدّق بأن ثمة حكمة وراء أيّ شيء، من شأن ذلك أن يشعرنا بوحدةٍ ...أقل على هذه الأرض. تعيش حياتك ويخيّل إليك بأنك تبحث عن المعنى، عن الجوهر الملتبس في قلبِ وردةٍ بألف تويج. أنك تفتح التويجات، واحداً بعد الآخر، نافذاً إلى قلبِ الوردة. تعيش مؤمنًا بأن ثمة وردة، أن للوردة قلب، أن المعنى في القلب، أن المعنى موجودً سلفًا، وجوده يسبق وجودك، وكلّ ما عليك فعله هو أن تبحث عنه.. بهذه العبارات تقدم الأديبة الكويتية بثينة العيسى كتابها (حَاءْ) وقد حَملته لعبة البحث عن المعنى في أربع حاءات هي "الحياة"، "الحبّ"، "الحرية"، "الحقيقة". فتبدو القراءة معه هي ضرب من الاستعداد لاستخلاص المعاني الممكنة، والمحتملة، التي يجد القارئ ما يسوغها حين يؤول النص، ويُفسَّر كل مفردة من مفرداته في وجوهها المختلفة بحيث يعيد ترتيب الحروف ويختار المعنى الذي يناسبه، "خذ كلمة حُب؛ فككها وتهجأ حروفها. الحاءُ حنوٌ والباءُ بأس. هل أصبحت تفهم الحبّ أكثر؟ هل ترى طبيعته المزدوجة، القوّتين المتصارعتين في أعماقه، الحنوُّ والبأس؟ هذا اجتهاد يخصني. وأنت قد تفكّك الحبّ إلى كلمتين مختلفتين؛ الحاء حربٌ والباءُ بطش؟ (...) الكلمة التي ستنبت من كلّ حرف، هي كلمةٌ تخصك. كلمة تشبهك، كلمة هي صديقتك وحبيبتك، تسيلُ تحت جلدك وتتصرّف في قلبك كما لو كانت سيّدة المكان...". وبهذا المعنى لا تعدو الكتابة لمن يكتب والقراءة لمن يقرأ – وفقاً لِما سبق – سوى إعادة انتاج للمعنى، وتنوع للدلالات، ما لا يحصى عدداً، وما يتناسب والظروف المؤثرة في الكتابة تارة، وفي القراءة، والتلقّي تارة أخرى. إن النموذج الكتابي الذي تقدمه بثينة العيسى هنا يحمل خصوصية الكتابة المختلفة؛ فهي كتابة متعددة المعاني متصلة بالحياة والذات والتجربة؛ وهو ما رسخته الكاتبة منذ بواكير أعمالها، وإلى اليوم، إنه نموذج لم ترثه عن أحد، هي من صنعته وأبدعته، بكل تفاصيله وقيمه الجمالية واللغوية؛ فاستحقت القراءة. يضم الكتاب (مقالات) للكاتبة بثينة العيسى، نُشرت سابقاً في مجلة الصدى الإماراتية، بين الأعوام (2012 – 2016). توزعت في الكتاب تحت العناوين الرئيسية اللآتية: 1- الحياة، ويضم سبع مقالات، 2- الحُب، ويضم سبع مقالات أيضاً، 3- الحرية، ويضم اثنا عشر مقالاً، 4- الحقيقة، ويضم خمسة عشر مقالاً.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2016
- 127 صفحة
- [ردمك 13] 9786140228610
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
BookHunter MُHَMَD
أريد أن نستمر في غرس الفسائل لكيلا تتحول الحياة الي مشروع وجود مستحيل تحت طائلة الفقد والزوال. أريد أن تكون ممارسة الحياة بالشكل البسيط و العادي فعل مقاومة .. ألا نفقد قدرتنا على العيش في زمن الموت. ألا نفقد قدرتنا على المنح و الخلق. أن نوجد على هذا العالم لأن الحياة بداهة كما قال درويش. الحياة بداهة و بطولة و فعل مقاومة. و لدينا فسائل كثيرة تنتظر أن تغرس. فسائل صغيرة و غير مؤثرة. و لكنها خضراء كما ينبغي. خضراء بالقدر الكافي.
****
أريد أن أتخفف من الحياة لكي تصير الحياة ممكنة. أريد أن أتخفف من الحياة لكي أحيا. أريد أن أقول لهذا العالم: كن أقل. كن أخف. كن أبسط. أريد أن أطالب بحقوقنا نحن المرهقين بالعيش و المنشغلين بفهم العالم و منطقة خباله. أريد أن أطالب بحقنا في أن نرقص كالأغبياء. و أن نلعب لعبة الكراسي. و أن نتصعلك في الأسواق بلا جدوى. يجب أن ندافع عن التوافه التي تكاد تنقرض في هذا العالم المختنق بجديته.
****
يجب أن ندافع عن سخافة الحياة لأنها ما فتأت تنأى و تصير أكثر تعذرا. تريد أن تقبض على الحياة بيديك؟ أطلقها حرة. دعها تركض في جنبات المكان مثل قطة شوارع. دع الحياة تحيا قبل أن تقتلنا الجرائد و وكالات الأنباء و المنظمات الإرهابية و الأجندات الخارجية و المنظر الكئيب للمزهريات الفارغة و سلال الغسيل الممتلئة.
****
كان من أطرف ما قرأت مقولة الباحثة التاريخية ماريا تاتار بأن: على المرأة أن تُقبّل الكثير من الضفادع لكي تعثر على أمير.
يا لها من مهمة شاقة. أن تقضي حياتك في تقبيل الضفادع. واحدا بعد آخر.
ماريا تاتار فاتها أمر مهم. أن القبلة السحرية يمكن أن تكون بمفعول عكسي و بدلا من أن يتأنسن الضفدع سوف تتضفدع الاميرة.
****
لا أدري من أين جاءتنا هذه الفكرة و لكنها جاءت.
الفكرة التي تقول بأن ثمة معنى وراء الأشياء. الحياة و الموت و ما بينهما. الحكمة. المغزى. البصيرة الخبيئة في التفاصيل. أحب أن أفكر أنها موجودة. كلنا نحب ذلك. كلنا نفضل أن نصدق بأن ثمة حكمة وراء أي شيء. من شأن ذلك أن يشعرنا بوحدة أقل على هذه الأرض.
****
أحببت قلم بثينة العيسى بعدما قرأت لها عدة أعمال خلال الأ��وام الثلاثة الماضية. أما بعد قراءة هذا الكتاب فقد أصبح حب القلم غير كاف بالمرة.