خداع الياسمين
تأليف
ابراهيم جابر هادي مدخلي
(تأليف)
ليس من السهل إفعامُ نخب الشاعريّة، وإمساك هالات الحروف ليمثل بها المتلقي، ويستمتع بمشاعر ذلك الوجع الدفين، والحبُ العميق، والوطن الذي يأوي إليه المتعبون، والجنّة التي يطمعُ بها البؤساء!
إن من تكتبه القصيدة قبل أن يكتبها ويذوّب الخيال ليذوب فيه، إنما يكتب من دمه الحروف، وينحت من عمره المعاني لتتنفسه الرياح، ...وتستنشقه النسائم.
هو الجرح الذي لن يندمل حتى يرى نزيفه بلسماً يداوي جراح الكون بمن فيه. ربَّ قصيدة لامست حزناً ووجعاً، وملأت كؤوساً نشربها خيالاً، فتمطر بهجة، وتعزف في أرواحنا الشرور!
سرت في موكب "موكب النور" وأنا "دماً أفيض"، ولكنني ما انكسرت؛ لأني أحبُ وأستمدُّ من الحبَ قوتي، وأحس ابتسامات من حولي تغسلني من وجع الدروب وعناء السنين كان "خداع الياسمين" يحصدني وأنا زارعة!
فحملت "عذقُ المساكين" و"أوار المتعبين" عنك ومنك وفيك يا "وطني"؛ لأنك الأسمى والأحلى والأعلى والحبَ يا للحبَ. إنه معراج القصيدة وجمالها. وإلى الغرام المُستقر!
وما الشعر وكينونته غير أن يظل دعوة حب ألقتها السماء في فؤاد شاعرِ، فأشربها الوجود وسنابل ضوء تبدد العتمة وتطفئ نزوة النار وطيش العداء!
وحدها المجتمعات الراقية التي تثمّن سحر الحرف. وألق العبارة. وجمال الأسلوب ورقة الطبع. ورُقيَّ المعنى، ووقوة الابتكار.
ولأنكم تستحقون؛ أهديت لكم تجربتي في "خداع الياسمين"، بعد أن سبقتني إليكم. "قبلة البرد".