شرفة في شارع جدمينو
تأليف
جمال جمعة
(تأليف)
في جديده الشعري «شُرفة في شارع جَدَمينو» يرتكز الشاعر العراقي جمال جمعة على فعل (الرؤية) المشاهدة التي تحاول وصف الحركات والشخوص والأشياء وإبرازها، لذلك فهو وصفٌ واقعي عياني ومباشر سوف يستمر حتى آخر قصيدة، هذا الاستمرار بالرؤية يأتي في النص عبر صور انتقالية ومتحولة، أغنت المشهد الشعري بثيمات متعددة ومكثفة، ...وهذا التكثيف في طريقة إخراج النص الشعري وإنتاج الدلالة قد أدّى دوراً سيمياً استطاع معه الشاعر تقديم كل حالة بشكل مرئي.
تحت عنوان «العالَم في عَين ثور» نقرأ للشاعر جمال جمعة:
"ما تراهُ هنا لا وجودَ له في الواقع،/ فهذا العالَمُ لا يشبهُ الذي هو في دماغِكَ،/ إنّه مطليٌّ بألوانٍ نَسَجتها مُخيَّلتُكَ فقط./ فما تراهُ ليس إلاّ حفلةُ ضِباعٍ/ متنكِّرةٍ في إهابِ بَشَرٍ/ حيث، باستثناءِ الرماديِّ،/ لا وجودَ للألوانِ هناكَ./ ليس سوى لونٍ واحدٍ يصبغُ الجميعَ:/ الجدران،/ والسماء/ ووَبر العابرين../ كأنّما تنظرُ في عَينِ ثَور". هكذا استحال العالم إلى صور رمادية، في منظور الشاعر، وهذا أمر طبيعي بعدما استبيحت الأرض العربية، لذلك تأخذ القصيدة هنا بعداً عربياً شاملاً، وقادراً على إعادة تشكيل النص وتأشير موقف الشاعر مما يجري ويَصدم ويُفاجأ، وكذلك تجربته كشاهد عيانٍّ وسط هذا العالِم الخرب الدائر من حوله.
القصائد في الكتاب تنتمي إلى قصيدة النثر، جاءت تحت العناوين الآتية: "استيقاظ"، "صُنبور الماء"، "المزهرية الخاوية"، "صورة كافكا"، "مُفكِّرة المواعيد"، "ساعي البريد"، "سيجارة"، "اليوم هو الأحد"، "ساحة لوكيشكيو"، "فينكاس كوديركا"، "الراقص"، "الفيليونسيّات"، "بناطيل أبريل"، "أصابع لاورا"، "رقصةُ الليل"، الشَّال"، (...) وقصائد أخرى.