صفير الأجمة
تأليف
بندر المهتدي
(تأليف)
تشي نصوص «صَفير الأجَمَة» والتي لا يسمعُها إلَّا الذي يشبه من كتبها - بندر المهتدي - بقدرات هائلة على استيعاب وتشرّب قيم الحياة الغائبة، والتي يقوم المؤلف بمهمة صياغتها وإعادتها إلى الورق عبر (مقطوعات نصية) موظفة توظيفاً متعدد المعاني، غني الأبعاد والمرامي المفارقة والساخرة، والتي لا يمكن أن تُقرأ إلّا ...في بنية كبرى، ومن داخل العوالم الإبداعية للمهتدي نفسه.
قدم المؤلف لعمله هذا بمقدمة ومما جاء فيها: "...، نعم كنت كالجني البنفسجي الذي تجسد دور العاشق، ثم انتفض ليمثل أنّه ذلك الابن الذي يعاني من الأسى، وأخرى تجدني أمارس تمتمة الحكيم، وفصاحة الحجاز، ولا مناص أن أتسكع في خانة الأصدقاء، وأثب على كل مشاهد العلاقات الإنسانية، ولا أغفل عن عمامة الناسك المبتهل في محراب الحياة، فلم أترك شاردة، ولا آتية، إلّا وطفقت أخصف بها سوءة ما بيننا؛ لعلي أخوض في ذكرياتك، وأمنحك وجهك الآخر، وأوافق أحاسيسك، وأتنفس من رئتيك هذا الصفير". وأما عن «الأجَمَة» التي اختارها عنواناً، وعلاقتها بالنص، فيقول المؤلف "الأجمة: ذلك الشجر الكثيف الذي نبت في عقلي، وتجذّر في أحاسيسي، فكل فكرة دوّنتها على أوراقي الخضر لن أجعلك تضطر ان تتسلق جذع أيامي لتقرأها، بل ألقِ جسدك على سفح غصني، وضع رأسك في حجر الندى، وأغمض عينيك في سكون الغيوم، وإطراقة الأزهار، وارع سمعك لقلبي الذي اختبا في ريش يكاد يطير، ويراقص النسيم، ويصدح بكلماتي في ترتيل، في تغريد، في نشيج، في لحن، في حفيف، في صفير".
في الكتاب وزع المؤلف ثيمات نصوصه إلى عناوين رئيسية مستخدماً أدوات التناص والتي تقوم على تفاعل نصوصه مع نصوص أخرى، فيحضر في النص (أقوال) لأدباء وشعراء وفلاسفة أمثال: جلال الدين الرومي، أحلام مستغانمي، أدونيس، محمد الماغوط، إحسان عبد القدوس، مصطفى ديب، ومحمود درويش. وأما العناوين فهي: "ذات الأكمام"، "شيءٌ وأشياء"، "منتصف الوتين"، "كلمات موضونة"، "عمامة"، "أكواخ بلا قنديل"، "وصايا النوارس"، و"أقداح الأنا".
من عوالم "صَفير الأجَمَة" نقرأ:
أبلغُ الحب.. أني أصنع لك السعادة، ثم أتنحّى عن الجميع، وألوّح لك من بعيد: أني معك.
أحلامنا ليست صعبة، لكن الطريقة التي نفكر بها لتحقيق أحلامنا هي الصعبة.
اضطرارك أن تَفْقِد ما تُحب لا يَلْزَمُكَ أن تمتلك ما تكره.
الأوقات المهدَرة تمضي بك إلى العمر الرخيص.