تأملات في شعر مهمل - نصر ليث الطائي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

تأملات في شعر مهمل

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

كتاب (تأمُّلات في شعر مهمل) الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، من تقديم الأديب والإعلامي عبد الوهاب قتاية، أراد مؤلِّفه نصر ليث الطائي أن يعيد شعراءه إلى ساحة الواجهة الأدبيَّة، بأسلوب شيِّق وجديد، لما يستحقُّه هؤلاء الشعراء من تقدير، ولما قدَّموه من عطاء معرفي. ووزَّع الطائي تأملاته في نتاج وحياة ثمانية ...شعراء من دول الخليج الست، جميعهم عاشوا وولدوا في القرنين التاسع عشر والعشرين. وقد ذكر المؤلِّف الشاب في لقاء له مع صحيفة (الإمارات اليوم) أن جميع هؤلاء الشعراء ساهموا فعليًّا في إنعاش الحياة الثقافية في منطقة الخليج العربيِّ، بشكل أو بآخر، ولكن لعدة عوامل اندثر إنتاجهم وتوارى ذكرهم. وهو يرى أن التأمل والبحث في إنتاج وسير رواد الثقافة في المنطقة من الواجبات التي تتوارثها الأجيال لتتصل ببعضها؛ حفاظا على الأدب العربيِّ فيها وإرثها الثقافيِّ، والاتِّصال الثَّقافي بين سائر أقطار الدول العربيَّة. ولأن الكتاب جاء ليسلِّط الضوء على جوانب مهملة، فنستطيع القول إن الطائي ليس أوَّل مَن تطرَّق لهؤلاء الشعراء- فأغلبهم شعراء مغمورون -ولكنه أوَّل مَن توسَّع في دراسة مفاهيم وظواهر وأفكار بارزة في شعرهم، ومن النقاد من أشار إلى هذه الجوانب ومرَّ بها مرورا عابرا، غير متمعِّن ومتفحِّص كمؤلِّفنا الشاب نصر الطائي، وأعزو ذلك لعدة أسباب، منها أن المؤلف أراد تسليط الضوء على أفكار ومفاهيم وقضايا وظواهر وفضائل حوتها الأشعار في منطقة الخليج العربي بتلك الفترة. فقد تحدَّث الطائي عن تحوُّل الخطاب الشعري لدى الشاعر صقر الشبيب من دعوة نهضويَّة مشرقة إلى شكوى ذاتيَّة مضنية، وكيف عاش فهد العسكر حياة متقلِّبة تطوَّرت معها رؤاه شيئا فشيئا حتى طوحت به نحو المدرسة الشعرية الرومانسية الحديثة حينها وللإبداع الشعريِّ، وأسهب الطائي في دراسته عن رحلة خلفان بن مصبح مع المرض، وكيف انعكست تفاصيل حياته المرضيَّة بلحظاتها ومواجعها في شعره، ولظاهرة الغربة في الشعر العربيِّ نصيب في (تأمُّلات في شعر مهمل) حيث تحدَّث الكاتب عن ماهيَّة الغربة وأثرها في شعر جدِّه الأديب عبد الله الطائي. وقد اختار الطائي الصداقة بشتَّى صورها ومواقفها محورا للمناقشة وهو يتناول شعر الأديب أحمد المبارك. كما تحدَّث عن مكافحة المثقَّف في سبيل تحقيق الحرية والتزامه بقضيَّة وطنه قولا وفعلا، والانتصار للوطن بأحدث التقنيات والوسائل الحضاريَّة وذلك متمثِّلا في مؤسِّس أوَّل صحيفة خليجيَّة الشاعر عبد الله الزائد. وفي الكتاب فصل خصَّ به المؤلِّف الشاب شعر المديح عند العرب مجسِّدا في شعر محمد بن عثيمين الفضائل التي يُعني لها هذا الغرض وارتباط هؤلاء الشعراء بأسلافهم الذين سبقوهم في هذا الغرض الشعري ثقافيًّا وأدبيًّا. ولأن الكتاب اعتنى بتوثيق سير روَّاد النهضة الثقافية في الخليج، أجاد الطائي اختياره لابن درهم عالم الدين الذي أشعل شرارة الحراك الأدبي في قطر قبيل ثروتها الاقتصادية، لينسج من ذلك صورة للمثقف العربي وإسهاماته في المجتمع بفترة من فترات القحط والرتابة التي سادت المجتمع الخليجيَّ آنذاك. ولذلك كلِّه لا يصحُّ اعتبار هذا الإصدار على أنه كتاب تراجم أو على أنه جامع لمقتطفات شعريَّة، حيث يستنطق المؤلف الشعراء للحديث عن محاور رئيسيَّة كالمرض والبلاء، الصداقة والأخوة، المديح وفضائل الرجال، الوطن والحرية، العلم والرقي الحضاريِّ، الحبِّ والمجون، الأغراض والتعابير الشعرية، الغربة الزمانية والمكانية؛ ويحيط بهذه المحاور كلِّها قضايا ورؤى وخواطر وأحداث تاريخيَّة وسير متعلِّقة بها ومتشعِّبة. والمتتبِّع للحركة الأدبيَّة في منطقة خليج، وما كُتِب عنها وعن روَّادها وسائر ممثِّليها يجد أن الطائي بمنهجه هذا، اتخذ مسلكا جديدا في التَّأمُّل والكتابة عن هؤلاء الأدباء، وقد أشار في كلمات عابرة بلقائه مع صحيفة (الإمارات اليوم) إلى أن ذلك المنهج تشكَّل معه أثناء دراسته البحثيَّة في الجامعة، وهو يعدُّ بحوثًا تفسِّر النظريات والسلوكيات المقترنة بمجال تخصُّصه، مع العلم أنه شرع بكتابه هذا وأنهى فصلين منه خلال مرحلته الجامعيَّة. ويقول الطائي: (حرصت على أن أشير في نهاية كل فصل إلى الدروس المستفادة؛ لأني أعتقد أن هناك دلالات ومواعظ في الرسالة الشعرية -بما تحمله من مواضيع وخواطر- ، وكذلك في التاريخ والسير - بما يحملانه من مواقف وعبر-، باستثناء فصل واحد كان هو أوَّل فصل كتبته وجزءًا من مقرَّر دراسيٍّ بمادة خيارية تنسبت فيها) . ومقدِّمة الكتاب بحدِّ ذاتها مادَّة أدبيَّة ثريَّة أعلت من قيمة الكتاب؛ فهي بالإضافة إلى أنها من تقديم القدير عبد الوهاب قتاية، قد حوت تفاصيل أخرى عن الشعراء المذكورين، وتطرَّقت لموضوع "الإهمال"، وهي كذلك تشفُّ عن مشاعر الأدباء العرب نحو بعضهم؛ إذ تحدَّث قتاية عن مشاعره نحو أحد الشعراء المعنيِّين في الكتاب، ونحو المؤلِّف نفسه، وتطلُّعه وشهادته فيه. ويذكر المؤلف أنه طلب من قتاية كتابة المقدِّمة لأن للثاني سبقًا في تقديم شعراء الكتاب وتحديدا ببرنامج إذاعي قام بإعداده خلال عمله في إذاعة أبو ظبي. ويقول الطائي: (حرصت أيضًا على أن يكون تقديم الكتاب من قبل شخصية أدبيَّة مرموقة في الخليج وخارجه، وأن يكون لهذه الشخصية علم واطلاع بهؤلاء الشعراء وشعرهم، وسرعان ما تبادر إلى ذهني الأديب قتاية، تذكَّرت أنه قام بتقديم ورقة عن بدايات الحركة الأدبيَّة في الإمارات، وأن له إسهامات إعلاميَّة ومخرجات ثقافيَّة في مجال تأريخ الأدب في المنطقة، وغير ذلك الكثير). أما مقدِّمة الطائي فقد بيَّنت -رغم قصرها- جدِّية اتِّجاهه الثقافي، وإخلاصه وتفانيه في العمل على التراث الأدبي الخليجيِّ، وحبِّه للمجال الذي سلك له طريقا فيه. ومجيبا عن سؤالنا لمن يهدي إصداره الأول، أجاب الطائي على أنه كتاب مفتوح وموجه لجميع القرَّاء، وتحديدا محبِّي الأدب العربيِّ ومرتادي الثقافة العربيَّة، فلا يحقُّ إهداؤه لشخص معيَّن، ولو أنه تمنَّى أن يهدي الجهد الذي قدَّمه لأخته. وهو يفخر بأنه استطاع إنجاز الكتاب في العام الذي أعلنت فيه حكومة الإمارات العربية المتَّحدة عاما للقراءة، موضِّحا أن ذلك سبب من أسباب اختيار لفظ (تأمُّلات) لعنوان الكتاب، وعزَّز ذلك إذ استفتح الكتاب بأبيات لمؤسِّس دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تدعو للتأمل والتدبر، ودعا القرَّاء إلى الاهتمام بهذا الإرث الثقافي.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 2 تقييم
13 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب تأملات في شعر مهمل

    2