من هو أشرف مروان؟
إنه زوج ابنة جمال عبدالناصر و ابنه متزوج من بنت عمرو موسى. حضر جنازته شبه الرسمية أغلب رجالات السلطة و على رأسهم عمر سليمان مدير المخابرات وقتها و لفيف من العسكريين و الوزراء و جمال مبارك الرجل المدلل وقتها أيضا.
هل كان أشرف مروان جاسوسا لإسرائيل أم عميلا مزدوجا لمن يدفع أكثر أم جزء من خطة الخداع الاستراتيجي للسادات استطاع بها تضليل الإسرائيليين عن موعد و ظروف حرب أكتوبر/تشرين الأول.
الحقيقة أن كل المؤشرات - بما فيها هذا الكتاب المتهافت الذي اجتهد في لي عنق كل الحقائق ليدلل على أن أشرف مروان كان جاسوسا لإسرائيل -جاءت لتدعم الإحتمال الأقرب و هو أن أشرف مروان كان مدسوسا على إسرائيل من السادات لتضليلهم و استطاع بالفعل أن يمرر لهم معلومات مغلوطة كثيرة و يستفيد من علاقته بهم لمصلحة السادات و نظامه.
ما الدافع لأن يكون مروان جاسوسا؟
لقد كان صديقا للشيخ الكويتي عبدالله المبارك زوج الشاعرة المعروفة سعاد الصباح و ابن أول أمير للكويت الحديث كما كان صديقا لعبدالسلام جلود و أحمد قذاف الدم أذرعة القذافي النافذة و كذلك صديقا لمستشاري الملك فيصل و لرجل الأعمال المصري محمد نصير مؤسس فودافون مصر و مات و ثروته تقدر بالمليارات من صفقات السلاح و العمولات و السمسرة في الأراضي.
كان أيضا سكرتير الرئيس السادات و مبعوثه الخاص للمهام السرية شديدة الحساسية و رجل المهام الصعبة في التعامل مع الأمريكان و السعوديين و الليبيين و أحيانا السوريين.
إذا فهو لا يحتاج شهرة و لا مال و لا سلطة فلماذا يخاطر بحياته و شرفه و سمعته و هو مدلل منذ نعومة أظفاره حيث أبيه أحد العسكريين و هو أيضا ضابط مهندس كيميائي متزوج من ابنة أعلى سلطة في العالم العربي و أحد الزعماء المعدودين في العالم في الستينيات.
الكتاب لقلة ما فيه من حقائق عن أشرف مروان ملأه الكاتب بتاريخ المنطقة و رجالها و الرؤية الرسمية للحروب العربية الإسرائيلية و خصوصا حرب 73 فكان بمثابة وثيقة تاريخية عن وجهة النظر الإسرائيلية في تلك الفترة و أسلوب المخابرات الإسرائيلية في العمل و أيضا به معلومات عن اللجنة التي شكلتها إسرائيل بعد حرب 73 للتحقيق في سبب هزيمتها في تلك الحرب.
الكتاب جدير بالقراءة بالرغم من أن موضوعه الأساسي هو كذبة كبيرة من إسرائيل لإحساسها باللطمة القوية التي تلقتها من أشرف مروان و لا تكاد تصدق أنه قد غرر بدولة بأكملها