جارة الأزد
تأليف
النوري خ. الفيصل
(تأليف)
على إيقاع التطور الدرامي الهائل للصراع الدولي والعربي مع الإرهاب، لا جرم أن يخصص روائي عراقي كمثل "النوري خ. الفيصل" روايةً حول واقع عربي مُظلم وتدور أحداثها بين بلدان عربية عدة منها العراق وسورية وغيرها من دول (مكانياً)، مروراً ببلدان غربية (افتراضياً). وبشخصياتٍ تتوزع بين الأهواء الدنيوية والمنازع العقائدية والهويات ...الملتبسة .. والباقية على حافة -المابين- ليس أكثر.
و"جارة الأزد" محكية روائية ترصد التحولات السياسية في العراق منذ تسعينيات القرن العشرين وإلى اليوم، وتتمحور حول حياة بطل الرواية الذي يحمل اسم "حمزة" ضابط التصنيع العسكري العراقي، ولقب القائد "أبو ضيغم السفاح" في ظلّ داعش، واسم "نوريخ" عندما يُلّحقُ كاتباً في ظلّ العالم الأفتراضي "الفيسبوك". هذا الإنتقال للشخصية الروائية، سوف يرافقه إنتقال زمني، مكاني، أيديولوجي، ونفسي أيضاً يقوم البطل بعبوره ... من دون أن يستطيع الوصول إلى شاطئ الأمان؛ فبعد أن كان شاباً متحمساً، ورأى بغداد تسقط في أيدي الأمريكيين انضم إلى كتائب البعث العراقي الناشطة في مقاومة المحتل، بعدما عاصر صناعة المدفع العملاق أو (المدفع الطويل) القادر على حمل رؤوس نووية أو بيولوجية إلى أعماق اوروبا، و(مشروع بابل)، وغيرها من مشاريع تهدف إلى الارتقاء بالقدرة العسكرية للتصدي والمقاومة ضد هولاكو العصر (أمريكا) كما يحلو له أن يسميها. وقبل أن تعم البلاد يوميات الصراع الطائفي، يقبض على المقاوم "حمزة" ويودع في السجن الأميركي ليخرج منه بعد سنوات إنسان أخر أشد حقداً على البشرية جمعاء ويشارك في الحرب الطائفية بأسم طائفته، لكن هناك شئ يحول بينه وبين استعار نيران حقده أكثر يتوقف ويهرب الى الصحراء، ثم ترميه أقداره في السجن مجدداً لكن ليس في العراق بل في سجون البعث السوري الشديدة بعدما تورط في قتل أحد أفراد دورية الحدود السورية، تتوالى الأحداث في الرواية حتى قدوم "الربيع العربي" الذي أفسح المجال لحمزة بالفرار من المعتقل، والإلتحاق بأحدى كتائب داعش (مرغماً) يتدرج في صفوف داعش حتى يصبح قيادياً فيها بفضل خبرته، ومقرباً من أبو بكر البغدادي.