المزامنات الثانية مشروع فكري عربي ؛ مكاشفات رؤيوية في نقد التناقضات العربية
تأليف
سيار الجميل
(تأليف)
بعد أن أصدر المفكر العربي الكبير سيّار الجميل "المزامنات الأولى: مشروع فكري عربي" (2016) والذي تناول فيه نقد الذهنية المركبة وإشكاليات التفكير وآليات التغيير؛ يُصدر في الـ (2017) "المزامنات الثانية: مشروع فكري عربي" ويقدم فيه مكاشفات رؤيوية في نقد التناقضات العربية.. وهي من ضمن مشروع إعادة الاستنارة الفكرية التي يدعو ...فيها المؤلف إلى التغيير الحقيقي ليس فقط لأنظمة الحكم السياسية والسلطات الحاكمة، بل لكل قوانين دولنا واتجاه سياساتنا وصولاً إلى تبديل توجهات مجتمعاتنا وشعوبنا مما تفكر فيه وانتهاءً بما ترنو إليه.. ومن هنا تأتي أهمية هذا "المشروع" الفكري العربي في المزامنات الثانية لسيّار الجميل.
يقدم هذا "الكتاب" وظيفته من أجل التغيير وبناء المستقبل على أسس معرفية جديدة وركائز واقعية جادة ويتضمن (75) مزامنة ضمن عشرة فصول، يعالج الفصل الأول في مدخلات المشروع ضرورة تأسيس فلسفة فكرية تحررية عربية حقيقية، ثم يحلل الفصل الثاني اليوتوبيا التي تجتاج تفكير الناس في مجتمعاتنا وهي خليط من أمراض التاريخ وطفيليّات الجغرافية وقسوة المستبدين، ثم يركز الفصل الثالث على عقم التناقضات التي تتفاقم مخاطرها في مجتمعاتنا بين القول والفعل، وبين التفكير والممارسة..، وينتقل الفصل الرابع لرؤية أشتات مجتمعات كم هي بحاجة إلى الوعي بالأشياء والجرأة في الطرح والتماسك في الوطن الواحد والأخلاقيات في التعامل.. أما الفصل الخامس فيركّز على استلابات العصر وحالات الإخفاق التي منيت بها الأجيال الجديدة، ويكشف الفصل السادس عن رؤية معمقة في طبيعة المتغيرات الحرجة، ويتوقف المؤلف في الفصل السابع محللاً الثقافة الخاطئة التي يثوي فيها الناس مع غيبوبة المعرفة الجادة، كي ينتقل في الفصل الثامن إلى درس المتغيرات والتحولات من خلال طور انتقالي لا بدّ أن يأتي - يقول المؤلف – "وكنت أتوقع حدوثه عام 2009، ولكن تأخر مجيئه إلى نهاية 2010.."، وفي الفصل التاسع يحلل المؤلف مشروعية التغيير التاريخي ليصل في الفصل العاشر إلى وضع خارطة طريق للتغيير من خلال معالجة الذهنية الرؤيوية كي يتقبل المجتمع أساليب التغيير نحو المستقبل والكف في النظر إلى ماضوية الأشياء والمعاني..
هذا، وقد ختم المؤلف كتابه بخطاب كان قد ألقاه في منتدى المستقبل بمدينة بوردو الفرنسية نهاية العام 2005.. جسّد رؤيته لأحداث العام وتنبؤاته حتى العام 2009. ونقرأ فيه: "د. سيار الجميل: 2006 سيشهد أفول الأنظمة القومية العربية التقليدية، لصالح الإسلاميين وانكماش الليبراليين في عموم المنطقة حتى العام 2009".