الدين في الغرب
نبذة عن الكتاب
كتاب "الدين في الغرب" هو إطلالة على نظام اشتغال العقل الديني الغربي وعلى نمط سير عمل مؤسسة الكنيسة ولا ينحو الكتاب في ذلك إلى التعاطي المجرّد مع هذين العنصرين، بل يتابع تنزيل التصورات وتنفيذ القرارات في الواقع، سيما لمّا يتماس الدين ويغدو مؤسسة تنشد النفوذ والهيمنة وفي تلك المرحلة للدين ...من الشعيرة، إلى الفكرة، إلى المؤسسة، ثمة ضبابية في التصورات العربية يصحبها قصور في معالجة مسائل الواقع الديني الغربي متأتية من نقص أدوات المتابعة ومحدودية الإلمام بقضايا المسيحية المعاصرة. إذ لا يشكّل الدين في الغرب شاغلاً من شواغل المؤسسات الأكاديمية العربية أو مراكز الأبحاث الناشئة والأمر متأتٍ من تقدير خاطئ ومضلّل أن الغرب علماني وليس ثمة حاجة إلى متابعة أوضاعه الدينية وإيلائها بالغ الاهتمام الأمر الذي أثّر في قدرات الإلمام وجعل الدارس يتعاطى مع قضايا الغرب الدينية بشكل سطحي يبلغ مستوى من التبسيط المخلّ، يركن فيها النظر إلى تهويمات غائمة مثل أن الكنائس خاوية إلا من المسنين بعد أن هجرها روادها. ويغفل عن سائر الأنشطة التي تقدمها الأبرشيات دعماً واحتضاناً لمختلف فئات المجتمع. الكتاب يضمّ سلسلة من الدراسات تجمع بين المقاربة التاريخية ذات المنزع التحليلي، والرؤية السوسيولوجية ذات المنحى التفسيري. حيث يتناول الفصل الأول تطور علاقة اللاهوت بالسلطة في الغرب حتى لحظة الاصطدام بالحداثة. ليخلص إلى خطأ الإقرار أن المسيحية في جوهرها هي ديانة روحية فحسب، بل هي ديانة تاريخية شهدت صراع تأويلات وأشكال ممارسة للسلطة، تبدّلت وفق الظروف التاريخية والأوضاع الاجتماعية. بينما يسلّط الفصل الثاني الضوء على الكنيسة مبرزاً وطأة التحولات الحديثة، حيث تركز الاهتمام في مسألتين اثنتين إحداهما الظروف التي ألّمت بالمسيحية الغربية حتى انفتحت على خصمها التاريخي اللاهوتي – اليهودية – ليغدو التراثُ الكتابيُّ المشترك أساسَ تحالف مصيري بين الديانتين. وقد تجلى ذلك بالخصوص في تنقية العلاقة بين أتباع الديانتين ممّا شابها من اضطراب إبان حقبة اللاسامية وطيلة فترة الفاشية والنازية؛ واما العنصر الآخر في تلك العلاقة فيتمثل في التنسيق والتعاون بين الطرفين في الراهن بشأن المقايضة على القدس الشريف، للقبول بالأمر الواقع والإقرار بسيادة إسرائيل على المدينة المقدسة، مقابل الاعتراف بتسيير الفرنسيسكان، فصيل الرهبنة التابع لكنيسة روما، للبقاع المسيحية المقدسة التي ضمنها علية صهيون، موضع العشاء الأخير للسيد المسيح... بينما تركز الاهتمام في الفصل الثالث والأخير من الكتاب حول تحولات الداخل وتحديات الوافد الذي يشهده الواقع الغربي. فـ "السوق الدينية" تعرف حالة فوران للإنجيليات الجديدة لاسيما في شمال القارة الأمريكية تشي بظهور كنيسة جديدة. لكن في زحمة هذا التحول الذي يشهده الواقع الغربي ثمة طارئ جديد على الساحة أطلّ خلال العقود الأخيرة يتمثّل في بروز "الإسلام المهاجر"، بات أتباعه يطالبون بحقوق على غرار غيرهم من أتباع الديانات الأخرى، تكفلُها الدساتير ويضمنها سير المجتمع المدني، لكن بعض البلدان تتلكأ في خوض تلك التسوية. بالإضافة إلى ذلك أنّ وقع التدافع بين الأصيل والدخيل، أي التقاليد الدينية المسيحية والأشكال الجديدة الناشئة مثل التقاليد الدينية الشرقية والإسلام، غدا مدعاة لإثارة العديد من الانتقادات. وهو ما خصص له الكتاب دراستين عُنيت الأولى بالوجود الإسلامي في الغرب كوقائع ومصائر، والثانية بصناعة الإسلاموفوبيا كشكل من أشكال الرفض والخشية من الآخر، وهما بحثان يتناولان التفاعل المباشر والاحتكاك الفعلي الذي يشهده الفضاء الغربي وهو ما يضع أطروحاته المدنيّة وسياساته الاندماجية على المحك.عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 192 صفحة
- [ردمك 13] 9786140232617
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
58 مشاركة