مرساة في رمال
تأليف
نعمت الحاموش
(تأليف)
"مرساة في رمال"... قصة الخيبات الغربية... قصّة النّبض الفريد... الّذي يسجن صاحبه... في مكان معيّن... ولحظة معيّنة... يضع القيود في يديه... يستر عينيه... بغمام من حلم... ويبقيه حيث هو... يبقيه... تدور الأرض على تخومه... تتعاقب الفصول... وفصله واحد... عينان تحملان السّماء... تخلقان الأكوان... تتشتّت الذّكريات... كلّ الذكريات... وعلى ضفافهما تزهر ...أعمار... وحكايا بلون الفجر... تتفتّح براعم الأفق... يضمحلّ الواقع... تمحي الوجوه... كلّ الوجوه... وأسفار تكتب... حيث ترمقان... جداول وجد تولد... حيث تستريحان...
"مرساة في رمال"... قصة عينين أغراهما العشق... فخلقاه... ولم تعشقا... بنتا له الصّروح... وأقامتا له الولائم... في القلوب الصّغيرة... والكبيرة... ولم تعشقا... أحبّتا أن تذيبا من حولهما... هياماً... من دون أن تذوبا... فكان لهما ما أرادتا...
"مرساة في رمال"... صحّت في الذّاكرة جراحات بلون الأرجوان... عزيزة... عزيزة... أليمة... أليمة... مفرحة... مبكية... جراحات... ارتسمت الماضي... حلّة من ياسمين باكٍ... ومن الحاضر صادرت الحلم... وللمستقبل تركت سنابل أحرقتها الشمس...
"مرساة في رمال"... قصّة اختال فيها القلم على ضفاف مآسٍ... أوجعت ضمير الإنسانيّة... مشاهد نتذكّرها ونتمنّى ألا تعود... نذكرها بقساوتها... وعنفها... وألمها... نكوي بها الضّمائر... ونرشقها في وجه القدر... حتّى لا تتكرّر...
"مرساة في رمال"... قصة الإنسان السّائر على الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال... الغارق في وهم يظنّه حياة... فإذا به يُصفع بحقيقة... لا تلبث أن تصبح وهماً موجعاً...
"مرساة في رمال"... مشاهد من حياة وطن... ملأت ترابه أشجار الخسارة... وأورقت وجوهاً... وجوهاً... باتت أيقونات شهادة... تلوّح من بعيد... وتلوّح... ووجوه من على الأرض... في غياب... تُرى...أسقَطَ الوفاء... مع من سقطوا...؟