هدف هذه الرواية -كما يبدو -كان الدعوة لانفتاح الديانات على بعضها و على العلم ، وترك الانغلاق على الذات والجمود و التعصب ضد كل جديد وغريب .
و دعوة لاستخدام العلم في القضاء على معتقدات خاطئة أسهمت في دمار العالم، وتعاون العلم والدين للخروج بفهم جديد يعيد للأديان نورها.
إلى الان الفكرة لا بأس بها، ولكن... يوجد "لكن" كبيرة هنا..
حيث أن هذا الهدف وهذا المقصد قد عرضا بطريقة مزعجة و خاطئة تماماً برأيي، ولن يفهم القارئ هذا الهدف إلا بعد وصوله إلى الصفحات الأخيرة من الرواية.
فطريقة العرض والأسلوب والاستنتاجات لم تكن تشير أو تعبر إلا عن إلحاد خالص في كل من الكاتب والشخصية والهدف على حد سواء !!
كما أن العرض الذي شوقنا الكاتب إليه منذ البداية وجدت فيه بعضاً من السخف، أو لنقل قد خاب أملي تماماً. فقد استفاض في تقديم وشرح العرض بشكل مزعج. فبعد ٤٠٠ صفحة من الانتظار لعرض هذا الاكتشاف العظيم الذي "سيغير وجه العالم" لا أظن أن هذا الاكتشاف كان منطقياً كفاية أو مقنعاً لي كقارئة أو حتى محفزاً للتفكير فيه وأخذ احتمالات حدوثه بعين الاعتبار.
ففضلت لو أن الرواية انتهت دون الكشف عن تفاصيل الاكتشاف، وإبقاء القراء في حالة الدهشة والتشويق لمعرفته في نهاية مفتوحة بعد موت صاحبه وفشل لانغدون بعرضه مثلاً!!
الرواية بشكل عام كانت كعادة هذه السلسلة .. كتلة من التشويق.
الأحداث كانت متسارعة جداً وفي نفس الوقت كانت بطيئة جداً، فـ ٤٦٠ صفحة كانت كثيرة جداً على قصة تقع أحداثها في عدة ساعات من ليلة واحدة فقط!
فكان الشرح مستفيضاً والتفاصيل متراكمة وكثيرة بشكل لا يوصف.
وكعادة دان براون كانت روايته دليلاً سياحياً وتاريخياً (لإسبانيا هنا) ولكنني لم أنزعج كثيراً هذه المرة ، فقد عُرضت بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام، أما التفاصيل "الزائدة" في الوصف فقد اكتفيت بتجاوز فقراتها عند الملل.
على العموم الرواية كانت جيدة نوعاً ما هدفاً و أسلوباً -ولهما نجمتان- وفيها من المعلومات ما يثير الاهتمام تارة والدهشة تارة أخرى.
ولكن كانت الرواية -برأيي- سيئةً ومزعجةً (للمتدينين) في طريقة عرض الهدف وسير الأحداث والأفكار"اللادينية". ولكن هذا الانزعاج يتضائل بعض الشيء في النهاية لحسن الحظ، ولكن يحرم الرواية من بقية نجمات التقييم.