"نساء يكتفين بشرف إكمال المسيرة، يعتقدن أن هذا بحد ذاته إنجاز، لا يعلمن أن لا أحد يلتفت إليهن، لا أحد معني فعلياً بتضحياتهن. هن يخشين شماتة الأعداء وفشل الزواج، بينما الكل مهتم بنفسه وحياته. يحبسن أنفسهن في قفص العلاقة هرباً من أوهام بائسة، فلا هي التي سعدت بحياتها، ولا هي التي انتزعت حريتها. هن جواري السمعة، عبيد المجتمع، مقيدات بالخوف من المجهول." - ساحرات بلا مكانس للسعودية إيمان الخطاف 🇸🇦
أحسب أن هذا العمل هو أفضل ما قرأت من الأدب النّسوي خلال العام الحالي، إذ أن قناعتي راسخة بضرورة الدفاع عن حقوق المرأة ليس من منطلق التعاطف والعدل فحسب وإنما انطلاقاً من أرضية الثورة على كل ما هو جاهلي في مجتمعنا، بما في ذلك الشوفينية والتنميط والقمع.
تدرك إيمان الخطاف جيداً أن الرواية كقالب أدبي لا تستقيم سوى بانسياب الحكي بعيداً عن روح المانيفستو التي أفسدت أدب ناشطات بحجم وقيمة نوال السعداوي وفاطمة المرنيسي، ولذا فقد استثمرت موهبتها في صياغة عمل يحترم رغبة القارئ في الاستمتاع بأدب جيد، وذلك من خلال قصة امرأة مغربية تعيش في السعودية وتواجه تنمّر المجتمع على عدة مستويات وخلفيات اجتماعية وعنصرية ودينية، إلى أن تصاب بمرض مزمن، فتقرر خرق كل الأعراف المفروضة عليها والبحث عن سعادتها المستلبة.
لطالما آمنْت أن الثورة الحقيقية ليست هي تلك التي تذهب بحاكم جائر، إذ أن مفرخة الجور ستفرز غيره من الطغاة من بعد رحيله: الثورة الحقيقية إذن هي تلك التي تُعرّي الجهل والخرافة والظلم الذي يمارس تارة باسم العُرف وتارة باسم الدين وتارة باسم الأمن والاستقرار وقيم الأسرة. ثوروا (على الممارسات القمعية) تصحّوا وتصح مجتمعاتكم وتكون أكثر قدرة على إفراز حكّام أسوياء لا يمارسوا الوصاية الجندرية والأخلاقية.
#Camel_bookreviews
