مشينا كتير تعبنا كتير
مشينا لوحدينا بعدنا
عرفنا الخوف ف عز النور
وبقينا نخاف من حبايبنا
ضيعنا أحلي سنين
وازاى هنقدر يوم نرجع
ده احنا يادوب عايشين
والدنيا دوامه بتخدع
في الأول من مايو من كل عام بعد عشرات الأعوام من الأن تنطلق المسيرة الطويلة. يتم الاقتراع على مائة شاب كلهم بلغ الثامنة عشرة سنة. في سباق للمشي يبدأ عند نقطة معينة و لا ينتهي إلا بفائز واحد هو من يواصل المشي للنهاية دون توقف للنوم أو الراحة أو أي نشاط أخر و بسرعة لا تقل عن ست كيلومترات و نصف كيلومتر في الساعة.
قد يبدو الأمر بسيطا و ساذجا و لكن دهشتنا سترتفع عندما نعلم أن كل متسابق له ثلاث إنذارات فقط و بعدها يشتري بطاقة خروجه من المسابقة. المدهش أن الخروج من المسابقة يعني الموت برصاص الجنود المصاحبين لفتيان المسيرة المتسابقين بقيادة الرائد الغامض الذي بيده مفاتيح كل شيء.
لماذا أول مايو؟ عيد العمال في الدول الاشتراكية مع أن عيد العمال الأمريكي في الأول من سبتمبر. هل لأن الدولة تحولت إلى شمولية أم للميول الاشتراكية لستيفن كينج التي تملأ ثنايا رواياته؟
احتجت لبعض الوقت لكي أفهم الأمر. لكن الأمور أصبحت أسرع بعد أن تخطيت هذا الحاجز الذهني. سِر أو مت. هذا هو مغزى هذه القصة. المسألة بهذه البساطة.
إنها مسيرة الحياة لا شك في ذلك. فنحن على الطريق منذ سن الثامنة عشر. سن المسئولية. بعدها تتعاقب علينا الإنذارات حتى نسقط صرعى في النهاية مهما مشينا.
يدفعنا كينج للتدبر في حياتنا. بداية من المسيرة إلى الجائزة إلى ستابنز الإبن غير الشرعي للرائد الذي يضحي به أبيه لإشعال المسابقة.
هذا كذب. قال ماكفريز بصوت مرتعش. لا يوجد فائز. لا جائزة.
لماذا نحن هنا؟
الكل لا يعرف لماذا هو هنا. لماذا شارك في المسيرة و ما الهدف في النهاية.
لا تكن مغفلا يا راي. المسيرة الطويلة ليست إلا جريمة قتل.
ما هي مواصفات الفائز بمسيرة الحياة؟
إنه وغد. و ربما هذا السباق يحتاج إلى وغد ليفوز فيه.
هل من معنى لكل هذا أم هو مجرد هراء؟
بدأت أرى شيئا في المسألة يا بيت. هناك نمط. ليست كل الأمور بلا معنى.
هل الأمر ممتع لأنه تافه أم تافه لأنه ممتع أم الأمران معا؟
السبب الذي يجعل كل هذا رهيبا جدا. هو أنه أمر تافه. أتعلم؟ لقد بعنا أنفسنا و قايضنا أرواحنا بتفاهات. اسمع. لا تأخذ الأمر على محمل الجد. إنه حقا ..أمر تافه.
بعد كل ذلك لا يستطيع أحد أن يفهم رغبة البشر في الحياة و كلهم في ذلك سواء. فمهما كنت شقيا أو سعيدا فأنت تتمسك بأهدابها و تسعى أبدا للبقاء.
لكن بوجود هكذا طريق طويل للسير عليه ... لا تزال تريد أن تعيش. و هذا هو حال معظم الأخرين. سيموتون ببطء. سيموتون الواحد تلو الأخر. قد أموت أنا أيضا. لكنني أشعر الأن كما لو أنه يمكنني السير حتى الوصول إلى نيو أورلينز قبل أن أسقط على ركبتي لكي يفرح أؤلئك المعتوهون الجالسون في عربتهم السخيفة.
قل لي إلى أين المسير. في ظلمة الدرب العسير. طالت لياليه بنا. و العمر لو تدري قصير.
البعض يظن أنها حلوة خضرة و البعض يحاول هزيمتها و الفوز بلذاتها و الكل يراها عفنة لا تساوي جناح بعوضة و في الوقت نفسه في ذلك يتنافس المتنافسون.
لا يمكنك أن تهزمها. لا يمكنك أن تهزم عفونتها.
فهل الحل كما قال على طاليباب خليها تتحرق.
سيبها تنزف سبع صفايح دم - لكل يوم اتكونت مجرة وكل ذرة اكسجين اتشم - سيبها تقطع الوريد سيبها تقطّر لأخر نقطة سم
خليها تتحرق .. اكتم نفسها تتخنق - اربط لسانها مفيش ولا صرخة تتنطق
هذه القصة لمجرد أن أحداثها تجري في عالم غير موجود أبدا لا يعني أنها قصة خرافية.
نظل نسعي في الحياة منذ أن نولد و نعرف في النهاية أن نهاية هذه المسيرة الطويلة هي الموت. و الموت فقط
أمضيت وقتا طويلا أفكر في الأمر. كلهم لم يفكروا فيه. بل فعلوه فقط. كما لو أنه أمر طبيعي. و هو طبيعي. إنه بطريقة أو بأخرى. أكثر أمر طبيعي في العالم.
بقالنا سنين ف نفس الليل
والحزن مغير ملامحنا
بنبكى مرار بحرقه ونار
والدمع بينزل يجرحنا
ضيعنا احلى سنين
وازاى هنقدر يوم نرجع
ده احنا يادوب عايشين
والدنيا دوامه بتخدع
لينك أغنية محمد فؤاد مشينا كتير .
لينك أغنية علي طالباب عن مضاجعة الواقع .
لينك أغنية عبدالحليم حافظ ماشي الطريق .
لينك أغنية عبدالحليم حافظ يا مالكا قلبي .