سور المزرعة
تأليف
عبدالله المقرن
(تأليف)
قصص الكاتب عبد الله المقرن في «سور المزرعة» هي استعادة ماضي مكاني حائر بين البداوة والحضر، واستحضارٌ متواتر للعتبات التي تفتح المدى على البدايات ورحلة التحولات. والقاص/الراوي هنا ليس براوٍ مستقلّ يروي عن غائب، بل مرآة تنعكس فيها صورة الراوي بالمخاطب. هذا السرد المتقدّم عبر المرايا، يلفّ كل العناصر الحكائية، ...وعلى الرغم من مراجعها المعيشة والوقائعية. هي حالمة؛ لأنّ هناك ما يترجرج في ماء الحلم بقدر ما يومض في ضوء الذكرى أو ينبثق من ذات الشخصيات. حيث يُستدخل كلُّ حدث ويُعاد ارتسامه في مخيلة القاص/الراوي، ليصور حالة ما يُقوم من خلالها تعدد الخطابات، وتبادل الرؤى، وتعدد العوالم، واستبطان ملامح الحياة وتحويلها إلى نوع من المواجهة بين الذات وعمقها الآخر ويفعل ذلك عبد الله المقرن من دون المبالغة في الهلامية الدلالية المضرة بجوهر الرسالة الأدبية.
قدم للمجموعة بقراءة نقدية الدكتورة فاطمة عبد الله السليم ومما جاء فيها: "... هذه المجموعة القصصية التي بين أيدينا الآن تمثّل عدة قصص قصيرة يتراوح طول الواحدة منها بين صفحة واحدة وأُخر يستوعبن عدة صفحات، هذا التراوح بين الطول والقصر ليس فقط هو ما يميز هذه المجموعة وإنما أيضاً تتراوح موضوعات هذه القصص من قصص الواقع البحت الذي يخاطب التجارب الفعلية للغالبية العظمى من الناس وصولاً إلى تلك القصص الممعنة في الخيال والمشبعة بروح ميثولوجية وثاّبة، وبين هذين القطبين هناك طائفة من القصص التي تجمع بين هذا وذاك.
وهي في تراوحها بين الطول والاقتضاب، وبين الانغماس في تفاصيل الواقع أو ركوب صهوة الخيال تنتظم جميعها في كونها قد كُتبت بأسلوب لغوي متمكّن، وبجمل قصيرة واضحة المعاني، يطبعها جميعاً أسلوب كتابي جميل فيه جزالة في المعاني ووضوح في المفردات. إن الكتابة بمثل هذا الوضوح والاختصار والجزالة لهو لعمري من أصعب التحديات التي تواجه أي كاتب مهما كان متمرساً بالكتابة (...)".
تضم المجموعة عشر قصص جاءت تحت العناوين الآتية: "منيرة"، "ليلة القبض على اللص"، "سور المزرعة"، "العمالة اليابانية"، "العصافير والنهر"، "نشيد طيور المريخ"، "أطفال جزيرة رود"، "الكنز"، "معابد الربيع"، "الفلاح الأبدي".