في يوم استعادة الشيوعيون لسايجون و توحيد فيتنام و اعلان هزيمة الأمريكيين كتب عمنا أحمد فؤاد نجم
أبـجد هــوز حطي كــلمن إفتح صفحة إمســـــك قلمن
إكتب زي الناس ما بتنطق سقطت سايجون رفعوا العلمن
طلعت شــــمس اليوم ده أغاني كل ما نسمع نعشق تاني
طلعت شمس اليوم ده حريقه تكوي الجرح وتبري الألمن
ســــايجون عادت للثوار فـــوق الدم وتحت النار
جدوا فوجدوا زرعوا فحصدوا وإحنا إيدينا للسمسار
كان 30 أبريل 1975، هو يوم "سقوط سايجون" وانتهاء حرب فيتنام.
وبين يومَي 29 و30 أبريل 1975، هبطت طائرات الهليكوبتر الأميركية في فترات مدتها 10 دقائق، على سطح مبنى السفارة في سايغون، لإجلاء الموظفين الدبلوماسيين الأميركيين والفيتناميين المعرضين للخطر تحت حكم النظام الجديد.
ومع تحليق بعض الطيارين لمدة 19 ساعة متواصلة، تم إجلاء أكثر من 7 آلاف شخص، بمن في ذلك 5500 فيتنامي، خلال أقل من 24 ساعة، في عملية أُطلق عليها اسم "الرياح المتكررة".
ثمان قصص كلها عن ما بعد سقوط سايجون في أيدي الشيوعيين و اعادة توحيد فيتنام. ذكرتني القصص بسنان أنطون و أنعام الكجه جي. نفس التشتت و الألم و الانقسام بين وطن ذهب و وطن آخر لم يأت بعد. الغريبة أن الوجع الفلسطيني طعمه مختلف. فطنط هدى شعث تحكي لي دوما عن يافا و كأنها ما زالت تعيش فيها و لكنني حين سألتها متى آخر مرة رأت يافا ذكرتني أنها في الأصل من مواليد غزة بعد رحيل أهلها من يافا في النكبة و أن كل ما تحكيه عن يافا هو من حكايا الأم و الجدة. أما صديقي أبو شماله فلم يشهد حتى حرب أكتوبر الأولى و مع ذلك فمن الممكن أن يذكر لك قرى الداخل الفلسطيني قرية قرية بالحدود و التاريخ و العادات و الأكلات. لن أحكي عن قطاش و حجير و الحمارنه و الصوافته و غيرهم الكثير فما زالت القائمة طويلة و الجرح مفتوح.
المجموعة القصصية جديرة بالقراءة و تبرهن لنا أننا في عالم واحد لا يختلف فيه اللاجيء الفيتنامي عن السوري عن العراقي. فهو يحمل وطنه القديم معه أينما حل و أينما رحل مهما كرهه و مهما استنكر سياساته و اختلف عن مواطنيه.