اقتباسات من رواية باتشينكو ؛ ملحمة الإنعتاق من الفؤاد والجسد

(لا أسوأ من أن تعرف أنك مثل الآخرين. يا لهذا الوجود غير المجدي).

إذاً على اولئك الفاشلين أن يتسلقوا قمة جبل ايفرست ليخرجوا من الجحيم الذي يقيمون فيه. وربما واحد أو اثنان فقط من أصل خمسمائة هم الذين يصلون، لكن الباقين يستمرون بدفع ضريبة الفشل طوال حياتهم ومن ثم يموتون.

كن حذراً: إن الذين يدفعونَ ضريبة الفشل غالباً ما يكونون أشخاصاً قد ولدوا في المكان والزمان الخطأ ويتعلقون بهذا الكوكب بأظافرهم المتكسرة. وحتى إنهم لا يعلمون قواعد اللعبة. لا يمكنك أن تغضب منهم عندما يخسرون. فالحياة تضرب المغفلين من هذا النوع.

إذا ما نجحت في شيء ما عليك التعويض على الذين لم يبلوا بلاء حسناً. ومن جهة أخرى إذا فشلت، فإن الحياة ستجعلك تدفع ضريبة ذلك. فالجميع يدفع ضريبة فشله أو نجاحه، الجميع يتوجب عليه أن يدفع بشكل أو بآخر.

يا رجل، لا تكف الحياة عن تقاذف الناس، ولكن لا يمكننا ترك اللعبة.

حتى لو كتبت "ريزا" كتابة عادية على إحدى الفواتير، كان "نوا" يعيد قراءة المكتوب مراراً وتكراراً وليس لما يحويه من معنى، بل لأنه كان يشعر أن للذي كتب هذه الأحرف الأنيقة والخلابة روحاً راقصة.

إنه من واجب الرجل أن يتعلَّم المسامحة ويدرك ما هو مهمّ في هذه الحياة، وأن عيش الإنسان من دون مغفرةٍ أشبه بالموت بينما لا يزال على قيد الحياة.

"تعلَّم فحسب،

تعلَّم كل شيءٍ، واملأ رأسكَ بالمعرفة. فهي القوَّة الوحيدة التي لا يستطيع أحد سلبك إياها."

ابقَ هُنا،

إنهم بحاجة إليك، هُنا العائلة بحاجة إليك بخلاف الوطن، فهو بحاجة للجميع، ولكن إن نقص واحد من الجميع فلن يحدث شيء.

أخبرني والدي ذات مرةٍ أنكَ تستعيد جسدك عندما تموت وتدخل الفردوس، وأخيراً سأستطيع التحرر من هذا الجسد، هذه إحدى حسنات الموت، أشعر أنني يوماً بعد يوم أغدو أكثر استعداد للذهاب في رحلة الانعتاق من هذا الجسد.

بقيت هادئة وكأنها بذرةٌ تنمو من تربة جديدة، صامدة ومنفتحة لكي تجمع الضوء. كان عليها أن تتطاول بنفسها وتعلو قليلاً لكي ترى العالم معه، وهي الآنَ ترى العالم من دونه.

تخيَّلت سونجا أن تغدو صلاته مثل عباءة كبيرة تحميهما.

"سونجا، إن حياة المرأة عبارة عن عمل ومعاناة لا ينتهيان. توجد المعاناة، ثم المزيد من المعاناة، من الأفضل توقع ذلك.

أنتِ تتحولين لامرأة الآن، لذا على أحدٍ ما أن يخبركِ هذا. بالنسبة إلى أي امرأة، فإن الرجل الذي ستتزوجينه سيحدد نوعية حياتك بشكل كامل؛ الرجل الجيد يعني حياة كريمة، والرجل السيئ يعني حياة تعيسة. ولكن أيًّا يكن الأمر، توقعي المعاناة، وتابعي عملك بجد. لا أحد يعتني بامرأة فقيرة، نحن من نعتني بأنفسنا".