كيف حل الحزب الشيوعي الصيني المشاكل القومية
تأليف
هاوشي يوان
(تأليف)
لمراقبة المشاكل القومية الصينية وتقييم طرق حلّها للصين ينطلق الكاتب الصيني هاوشي يوان في كتابه «كيف حلَّ الحزب الشيوعي الصيني المشاكل القومية» من الظروف الوطنية الصينية التاريخية والحالية للصين، ويحث على التمسّك بالخصائص الأساسية للمشاكل القومية. فكيف سيحل الحزب الشيوعي الصيني المسألة القومية؟ هذا سؤال لا يقف عند مرحلة معينة ...بل هو سؤال يتطور باستمرار ويحتوي على الماضي والحاضر والمستقبل، وهو سؤال وجواب وطريقة عمل في آن واحد.
يقدم الكتاب قراءة تركز على المسألة القومية للصين الشعبية وفقاً للنظريات القومية الماركسية التي تم ربط الحزب الشيوعي الصيني لها بواقع الصين باعتبارها دولة موحدة متعددة القوميات، فأصدر "قانون الحكم الذاتي الإقليمي القومي لجمهورية الصين الشعبية"، ووضع سياسات قومية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية على أساس المساواة الحقيقية بين القوميات.
وعبر صفحات الكتاب يسلط المؤلف الضوء على التاريخ السياسي للأمة الصينية ويثني على دور رموزها من القادة السياسيين الذين ساهموا في تأسيس جمهورية الصين الشعبية المستقلة. ويستعرض قومية هان ومان ومنغوليا وهوي والتبت ومياو وياو وفان ولي وغيرها من عشرات القوميات على اعتبار أن الصين دولة متعددة القوميات. وغير بعيد عن هذا يستحضر المؤلف رأي كتّاب أمهات الكتب للماركسية بما تتميز به من نظرة نقدية تتمثل بأن "القومية، مثل أيّ ظاهرة تاريخية، تحكم بقوانين التغيير، تتمتّع بتاريخها وبدايتها ونهايتها" لكن، "إعلان إلغاء القوميات – الأمر الجميل، سيتحقّق، بل في مرحلة أخرى في تطورات الشيوعية". ولهذا فعلى ضوء نظام الشيوعية، "فإنّ الخصائص القومية لكلّ القوميات المجموعة على أساس مبدأ الملكية العامّة، ستندمج حتماً بسبب هذا الجمع، وستنقضي القوميات تلقائياً، مثل الفوارق لمختلف الدرجات والطبقات بسبب إلغاء قاعدتها – ملكية خاصّة – ستنقضي". ولذلك ستكون عملية طويلة الأمد. وما دامت هذه الفوارق ستبقى لمدّة طويلة بعد تحقيق دكتاتورية البرولتياريا على نطاق العالم، فإنّ الوحدة للاستراتيجيات الدولية لحركات العمال الشيوعية لمختلف البلدان لا تتطلب برأي المؤلف القضاء على التنوع والفوارق القومية، بل تتطلّب تغيير تفاصيل المبادئ الأساسية لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني (النظام السوفيتي ودكتاتورية البرولتياريا) ولذلك يرى لا مانع من استخدام هذه القواعد، وجعلها تتّفق مع الفوارق بين القوميات وبين الدول القومية وتستعمل فيها استعمالاً صحيحاً.
في هذا العمل الرائد كتابات تستثير نقاشاً وتفرضه، لا لأنها تعالج موضوعاً هو المشاكل القومية في الصين، بل لأنها تقارب بين نظريات مختلفة ومبادئ الحزب الشيوعي الصيني ودوره الهام في إنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة وقوية وغنية ومتحضرة ومتناغمة إلى اليوم.