تل

نبذة عن الرواية

لا يخرج الإصدار الروائي الموسوم بـ «تل» للكاتبة آمنة صدقي بوخمسين عن الولع بالفن ‏المشرقي ورهاناته الجمالية، فهي رواية تقع بين سلطتي "التاريخ" و"الفن"، وتصور الخيبة ‏الناجمة عن ضياع الآثار العربية ونقلها إلى الخارج. وكما يحدث مع كل أثر مفقود لم يكن ‏غريباً أن تتحول (مخطوطة) إلى صورة ذهنية يُبنى ...عليها عالم الرواية. ولأن الأمكنة ‏والأزمنة لا تستقر على حال، فإن الرواية تغدو القرين الحيّ للشخصيات الحقيقية والمتخيلة ‏التي تسكنها، ونتاج طبائعها ومنازعها الثقافية، فما بين ماضٍ سحيق يعود إلى عام ‏‏1828م.. وحاضرٍ يتقدم زماننا يتمثل بالعام 2021 يتحرك السرد على جغرافية متباعدة ‏بين (العراق/فارس/لندن)، وبشخصيات شرقيّة مُعتدة بشرقيتها، وشخصيات غربيّة معتدة ‏بغربيتها، لتكشف لنا الرواية بعد سلسلة من الأحداث والوقائع الروائية عن مخطوط يحتوي ‏مذكرات هرمز رسام، أول مكتشف آثار جاء من بلاد الشرق، وأول رجل شرقي درس في ‏لندن، الذي تجاوزت إنجازاته الآلاف من الآثار.. وأما المذكرات فهي عبارة عن (مخطوط) ‏كان يحوي صفحة لقاء عابر، بامرأة تُدعى زرين تاج، التقى بها في العراق، حيث ارتحلت ‏إليها من بلاد فارس (إيران)، وقد حملت هذه المرأة التي سبق وعيها زمانها بمئة عام؛ ‏حملت على عاتقها المطالبة بحقوق النساء، فكانت قائدة لأول حركة نسوية شهدها ‏الشرق، بل ربما في العالم أجمع، في نهاية القرن التاسع عشر. ولم يكن هذا المخطوط ‏شيئاً لولا هوس أحدهم به، حد قراءته مراراً، قرأه وقرأ مسيرة زرين تاج، والبهائيين، وحاول ‏حفظ هذين الكتابين من الضياع، خشية اندثارهما، لكنه لم يكن يعرف أن حياته ستكون ‏الثمن...‏