بذور المانجو
تأليف
محمد الرياني
(تأليف)
في مجموعته القصصية «بذور المانجو» يرصد الكاتب محمد الرياني مواقف حياتية ولحظات هاربة من الواقع إلى الخيال، تعكس مضامينها حالات شخصية منفردة يلعب فيها الراوي الغائب الشخصية الرئيسية، ويفعل الكاتب ذلك من خلال لقطات سردية خاطفة تميزت بالإيجاز، والقدرة على اختزال الحدث، وإحداث الأثر. ويبدو أن الكاتب يراهن من خلالها ...على ثقافة المتلقي، والدفع بتحديث آليات القراءة لديه، انطلاقاً من مؤشرات نصية يوفرها له تجعله يشارك في فك شيفرات هذا العمل القصصي المميز لغةً وأسلوباً وشكلاً ومضموناً.
ولمعرفة المزيد من عوالم محمد الرياني القصصية نقرأ في القصة المعنونة «المشهد»:
"فعل كل شيء، وضع التصور لأعداد الحاضرين، اختار المقاعد ذات اللون الهادئ لتناسب كل الأهواء وتتفاعل مع جو القاعة البارد، في المكان المرتفع المواجه للحاضرين وضع طاولة تحمل اللون نفسه، وزع الأوراق على كل المقاعد لتدوين بيانات الحضور ووسائل الاتصال عليهم، حضر المدعوون جميعاً، ساعة كاملة وهم في غاية الاستمتاع بلقاء مثير، لم يجد لنفسه مكاناً ليحضر اللقاء، الحاضرون استأثروا بالمقاعد كلها بما ذلك مقعد صغير غير مخصص للجلوس ضُمّ أخيراً، انتهوا من الاجتماع، رأوه وهو واقف خلف الباب، أشار إليه أحد الذين كانوا جالسين في المكان المرتفع بأصبعه نحو القاعة، عرف القصد من الإشارة، دخل وحيداً، وجد الأوراق كما هي لم يتكفل بها أحد، جمعها وهو يستعرض الأسماء، سلمها وهو ينظر إلى الأرض، عاد إلى القاعة يتصور المشهد، سأل نفسه لِمَ فعل كل هذا؟ سأل نفسه مرة أخرى لِمَ هم فعلوا كل هذا؟ انطفأ النور وهو يتخيل المشهد، أظلم المكان، اشتدت حرارة المكان، غادر وهو يؤنب نفسه، خرج منحني الظهر من كثرة الوقوف".
تضم المجموعة (48) قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "عودة"، "المشهد"، "براءة"، "صاحب الخردة"، "بذور المانجو"، "خيانة"، "دليل"، "فصول"، "دموع"، "بائع الجلود"، "شعاع"، (...) وقصص أخرى.