طبائع الاستبداد الجديد
تأليف
الرحالة العربي
(تأليف)
في كتابه «طبائع الاستبداد الجديد» يعيد "الرحالة العربي" إحياء كتاب «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» للرحالة والمفكر الرائد عبد الرحمن الكواكبي (1855–1902)، فيسير على هديه بحثاً وتوضيحاً لطبائع "الاستبداد الجديد في الوطن العربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين". فيقدّم للقارئ العربي مقاربة نقدية جديدة لمفهوم الاستبداد وسيرورته وديمومته من عصر ...إلى آخر. لذلك يركز المؤلف في كتابه على الفوارق بين الاستبداد الجديد والاستبداد التقليدي محاولاً كشف الأساليب الحديثة التي استعمَلها الحكام العرب في هذه الفترة، وما لَجَأوا إليه من تضليل مقصود لجماهير الأمة لكي يُحَققوا مآربهم وأهدافهم في حكْم الأمة بمقتضى ما يرونه من مصالحهم الخاصة وأهوائهم الشخصية، بدلاً من القيام بواجباتهم الأساسية كمسؤولين عن رعاية مصالح الأمة، ومكلَّفين بتحقيق أهدافها وآمالها في الحياة الحرة الكريمة.
قدّم الرحالة العربي لكتابه «طبائع الاستبداد الجديد» بمقدمة ومما جاء فيها: "... هاجرتُ من بلادي سائحاً في أرجاء الدنيا باحثاً عن إجابة... لماذا تَحْدثُ كل هذه المآسي لبلادنا العربية الحبيبة الودودة الغالية على الرغم من تحررها من الإمبراطورية العثمانية المستبِدَّة، وعلى الرغم من استقلالها عن الاستعمار الأوروبي الظالم؟ ما الذي حَدَثَ لنا؟ ومرة أخرى وجَدتُ الإجابة في كتاب الكواكبي... طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد... ووجدتُ في أحوال الأمة طبائع جديدة أخرى لاستبداد جديد في سماته، يختلف في أساليبه، ولكنه لا يختلف في وبيل نتائجه. فقررتُ الكتابة عن هذا الاستبداد الجديد بالطريقة المركَّزة التي استخدَمها الكواكبي إلا أنني تجنبتُ ذكر الأمثلة، فمنها كثير وفيها وفرة، وقررتُ أنْ أَترك ذلك للقارئ كي يتمثلها بنفسه من واقع حاله وحال أمته...
هل كان كتابكُ العظيم فعلاً كلمةَ حقٍ أضحتْ صيحةً في واد؟ وهل ذهبتْ أحلامك عن زوال الاستبداد هباءً أدراج الرياح؟ لقد غَيّر الاستبداد وسائله وأساليبه، واستطاع الاستبداد الجديد أن يُمسكَ بسُدة الحكم، وأنْ يُسيِّر الشعوب المسكينة على هواه... ها أَنذا أسيرُ على خطواتك لكي أكشف طبائع هذا الاستبداد الجديد في وطننا العربي، عسى أنْ يجد الشبابُ في هذا الكتاب توضيحاً لأمراض الأمة، وأنْ يَفهم أسباب تخلفنا، وأنْ تنطلق الأجيال القادمة بثبات ورؤية واضحة على طريق الحرية".