واو
البشر : موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء > مراجعات كتاب البشر : موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء
مراجعات كتاب البشر : موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء
ماذا كان رأي القرّاء بكتاب البشر : موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء؟ اقرأ مراجعات الكتاب أو أضف مراجعتك الخاصة.
البشر : موجز تاريخ الفشل وكيف أفسدنا كل شيء
مراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
BookHunter MُHَMَD
والمشكلة مع التاريخ، هي أنه زلق للغاية، إذ لم يتكبد أحد عناء تأريخ غالب ما جرى عبره، والعديد من الأشخاص الذين دوّنوه، دوّنوه بشكل مترع بالمغالطات، أو أن بعضهم كانوا مصابين بالجنون، وبعضهم الآخر قام بحشوه بالأكاذيب، كما كان هناك من بينهم من تمتع بالعنصرية أو التطرف (وربما كان خليطًا من الاثنين معًا). لقد سمعنا عن سيغرد العظيم لأن قصته ظهرت في مستندين مختلفين، ولكن كيف لنا تحديد مدى دقة أحد المصدرين؟ كيف لنا التأكد من حدوث هذه الواقعة، ومن أنها لم تكن مجرد طرفة حربية دموية إلى حدّ التطرّف، إلى درجة أننا لسنا قادرين اليوم على فهمها؟
"كيف يقود جهل الإنسان وعدم إدراكه إلى تقدير مبالغ به لذاته". يقدم لنا هذا البحث العلمي دليلًا على ما لاحظناه خلال سني حياتنا وتجاربنا. فالذين يتقنون أمرًا ما يكونون أناسًا متواضعين بينما يبالغ غير الخبراء في تقدير أنفسهم. إن الإنسان لا يعرف مدى قلة خبرته في موضوع ما ليواجه قلة الخبرة تلك، ولهذا يعمينا الجهل، يدفعنا للثقة العمياء بأنفسنا ويضعنا دومًا في موقف المتفائل المتحمس حينما نكون على وشك ارتكاب أشنع الأخطاء وأسوأ الاختيارات.
لهذا أيضًا يمكن لحادث إرهابي أن يطلق شرارة الرعب بين المواطنين والسياسيين على حد سواء، فيما لا يلقي أحد بالًا لإمكانية الموت بسبب حوادث عادية. لقد لقي عدد كبير من مواطني الولايات المتحدة حتفهم بسبب آلات جزّ العشب ما بين عامي 2007 و2017، لكن الحكومة لم تعلن الحرب على آلات جزّ العشب حتى الآن، مع أن الأمر غير مستبعد مع حكومة بهذه العقلية.
لو كان الشيء الوحيد المهم الذي قام به فاروق الأول ملك مصر في حياته هو نشل ساعة وينستون تشرشل أثناء مشاركته في اجتماع حاسم خلال الحرب العالمية الثانية، لذكرناه اليوم بشكل مختلف بعض الشيء. لكان اختفى في غياهب التاريخ في أسوأ الأحوال باعتباره ملكًا غريب الأطوار وحسب. وفي أحسن الأحوال كان ليُذكر باعتباره ملك المزاح والمزاج الطيب. لكن فاروق لم يتوقف عند هذا الحد. رغم أنه كان أغنى من أي شخص آخر في ذلك الوقت، وأن ثروته كانت أشبه بالثروات التي لا يراها المرء سوى في أحلامه، إلا أن فاروق، ثاني وآخر ملك لمصر، كان يعشق سلب الأشياء من الأشخاص، من الأشخاص الجيدين والأشرار على حد سواء، كما كان يسلب العامة ممتلكاتهم. وقد أخرج أحد أمهر النشالين من السجن ليعلمه كيفية نشل المحافظ من جيوب الناس بخفّة. وتخبرنا المصادر أن فاروق سرق سيفًا مرصعًا بالجواهر وممتلكات ثمينة أخرى من نعش شاه إيران حين وصل جثمانه ليدفن في مصر. وقد أدى هذا لحدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين.
الكتاب به خلط كبير بين فاروق و فؤاد مما يلقي بظلال من الشكوك على باقي المعلومات الواردة بالكتاب. أيضا تناوله لما يخص الدولة العثمانية كان أقرب للفكاهة دون التدقيق العلمي الذي يتطلبه بحثا بهذا العنوان و ان اعترف هو نفسه بأن هذه المعلومات مشكوك في صحتها بصورة كبيرة إلا أن ايرادها بهذا السياق كما بالفقرة التالية يرسخ في فكر القارئ الغربي فكرة نمطية ليس عن الدولة العثمانية فحسب بل عن الإسلام و المسلمين و الشرق بأسره.
قام مصطفى خلالها بالقضاء في أمور لا تصدّق، كتعيين أحد حمير الجرّ والنقل مسؤولًا عن أحد المساجد، إلى أن قرر الجميع بأن الأمور زادت عن حدّها واجتمعوا على الرأي لإحالته إلى القفص من جديد، بمن فيهم أمه التي ناضلت من قبل لوضعه على العرش، مع وعد من المتآمرين بألّا يقتلوه مهما جرى. تمكن مصطفى بهذه الطريقة من أن يجلس على العرش مرتين، وأن يكون السلطان الوحيد في السلالة العثمانية الذي لم يُقتل على يد أحد أخوته أو أقاربه.
لقد اعتقد فرانز فون بابن، مستشار ألمانيا الذي أقيل حينها، والذي كان مصممًا بمرارة على استعادة السلطة، أنه يمكن أن يستخدم هتلر كبيدق على رقعة شطرنج، فدخل في مناقشات معه لتشكيل حكومة ائتلافية. وبعد اتفاقهما في يناير 1933 وتعيين هتلر كمستشار وفون بابن في منصب نائب المستشار، مع مجلس وزراء مكون من حلفائه المحافظين، فقد ظلّ فون بابن واثقًا من انتصاره على هتلر. وطمأن أحد معارفه الذي حاول تحذيره بأنه ارتكب خطأ قائلًا: «إنه في جيبنا». وقال لأحد أصدقائه بعد شهرين: «لقد دفعنا هتلر إلى زاوية الرقعة، لن يلبث أن يقع». لكنه كان واهمًا. في الواقع، وفي أقل من شهرين، استولى هتلر على السيطرة الكاملة على الدولة الألمانية، وأقنع المجلس بمنحه سلطة تمكنه من تجاوز الدستور، والرئاسة، والرايخ نفسه.
لو سارت الأحداث بشكل مختلف قليلًا، لو كانت أكثر مثالية مع أعمال قتل أقل مما جرى بالفعل، لاتخذ التاريخ مسارًا مختلفًا. لكانت المستعمرة أسفرت عن طريق تجاري راسخ بين الأمريكتين وأوروبا مع تبادل المعارف والمهارات التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الاختلاط بين الشعبين. كان يمكن للفجوة في التكنولوجيا والقوة العسكرية أن لا تكون موجودة، أو أن تكون أقل دراماتيكية، وهي الفجوة التي سمحت للأوروبيين في القرن السادس عشر باستعمار العالم. كان يمكن للأميركيين أن يكسبوا الوقت لتطوير مقاومة بدنية للأمراض المعدية في العالم القديم، بدلًا من الوقوع فرائس للرشح والأنفلونزا وجميع الأمراض السارية الأخرى. وبالمثل، ربما اختلفت سيرورة الأحداث لو عاد أبو بكري الثاني من رحلته، وهو حاكم إمبراطورية مالي في القرن الرابع عشر. كان إمبراطور إحدى أكبر وأغنى الإمبراطوريات في العالم في ذلك الوقت، والتي غطّت جزءًا كبيرًا من غرب إفريقيا، وقد تخلى عن عرشه وثرواته من أجل إرضاء فضوله حول ما إذا كان هناك شاطئ على الجانب الآخر من المحيط. في عام 1312، أبحر أبو بكري من شواطئ غامبيا، مع أسطول مكون من 2000 سفينة، ولم يشاهدهم أحد بعد ذلك. يزعم بعض المؤرخين الماليين أنه ربما وصل بالفعل إلى شواطئ البرازيل، ولكن حتى لو فعل ذلك، فإنه لم يرجع أبدًا، ودعونا نكون صادقين.. العودة عنصر حاسم إلى حد ما في أعمال الاستكشاف.
من القصص الشيقة جدا قصة محاولة الاسكتلندي وليام باترسون تأسيس مستعمرة اسكتلندية فيما يعرف اليوم بدولة بنما في بداية القرن الثامن عشر و هي المحاولة التي ساعد فشلها على حسم القرار الاسكتلندي بالانضمام للاتحاد البريطاني و ما زالت أحداث هذه المغامرة تلقى بثقلها على الحزبين الكبيرين في اسكتلندا و الذي يؤيد أحدهما الإتحاد و يدعو الأخر للانفصال عن بريطانيا.
ومن المحير بشكل خاص أنه بعد وفاة تشنغ خه في عام 1433، توقفت أسرة مينغ عن التجارة البحرية ورعاية الأسطول، في رد فعل مبالغ فيه إلى حد كبير على استمرار وجود القراصنة اليابانيين، وأعادوا إحياء سياسة هايجن القديمة ، وهي حظر شبه كامل على أي شحن بحري. ونظرًا لانشغالها بالمعارك المستمرة مع المغول في الشمال، كان ينظر إلى البعثات الدبلوماسية الأجنبية على أنها نفقات غير ضرورية، والأموال التي يتم إنفاقها على أنها أموال مهدورة يمكن لهم صرفها بشكل أفضل على مشروع ما، كبناء جدار حدودي كبير جدًا يفصلهم عن الآخرين. تحولت الصين في السنوات اللاحقة إلى الاهتمام بما يجري داخلها فقط، مما أغلق أبوابها على العالم وكأنه غير موجود على الإطلاق. كان لقيامهم بذلك في الوقت الذي كانت فيه القوات البحرية الأوروبية تستكشف الكرة الأرضية تأثير مزدوج: كان يعني أنه عندما بدأ الأوروبيون في الظهور في المياه الآسيوية بعد بضعة عقود، لم تكن هناك قوة محلية كبيرة للوقوف في وجههم، وهذا يعني أن الصين قد فاتها الكثير من التطور العلمي والتكنولوجي الذي دار دولابه في الغرب بلا توقف. وسيمرّ وقت طويل قبل أن تستعيد البلاد مكانتها كقوة عالمية. وهذا يبرز مدى قلة الخيارات الدبلوماسية، إلى حد ما، حول محاولة التنبؤ بكيفية تحول موازين القوى في المستقبل. نظرًا لأنه من المستحيل القيام بأي شيء قريب من الدقة، فليس من المستغرب تمامًا أن يخطئ الأشخاص كثيرًا.
وهكذا.. بدأت الحكومات حول العالم ما بين السبعينيات والتسعينيات بمنع وحظر استخدام المواد التي اخترعها ميدغلي -االكلوروفلوروكر
بون و البنزين المخلوط بالرصاص- إلى أن باتت المواد ممنوعة تمامًا في جميع أنحاء العالم مع اقتراب نهاية القرن الماضي. ورغم ذلك، ما زلنا نواجه وجود الكميات القاتلة من الرصاص حولنا أنّى نظرنا في الطبيعة، لأنه لا يتحلل ولا يتبخر ولا يختفي، كما أن تنظيفه والتخلص منه شبه مستحيل. لكن ما يطمئننا اليوم هو أن الأطفال لا يتنشقونه كما جرى للأطفال منذ سبعين عامًا، وأن مستويات الرصاص في دماء البشر اليوم لا تتجاوز الحد المتعارف عليه. أما طبقة الأوزون، فهي تشفي نفسها بنفسها ببطء شديد، مع التأكيد على حظر تلك المواد وعدم استعمالها مجددًا. وإذا ما سارت الأمور على ما يرام، فإنها ستعود لسابق عهدها ما قبل ميدغلي في منتصف القرن الحادي والعشرين. أما سمعته كمخترع، فهو يحظى اليوم بلقب "الرجل الذي تسبب وحده بكوارث بيئية عدة"، كما وصفته مجلة نيوساينتست (العالِم الجديد). أو كما وصفه المؤرخ ج. ر. ماكنيل في كتابه "شيء جديد تحت الشمس" بأنه الرجل الذي كان لتأثيره وحده على الغلاف الجوي أثر أكبر من أي منظومة حية في تاريخ الكرة الأرضية. لكنه ساهم أيضًا في تشكيل العالم من حولنا اليوم، عالمنا الحديث هذا، ولا يستطيع أحد أن ينكر عليه ذلك. فقد أدت الحلول التي وجدها للسيارات لأن تتحول السيارات إلى وسيلة النقل الشخصية المعتمدة في كثير من بقاع الأرض، وعدم التفكير بها كأداة فقط، بل كرمز للشخصية والفردية. كما لم تدفع اختراعاته بالثلاجات إلى مطبخ كل واحد منا فحسب، بل أدت لاختراع المكيفات التي ساعدت على إنشاء مدن وبنائها في أماكن صحراوية لا يعيش فيها نبات ولا طير. كما ساعد دمج اختراعيه مع بعضهما على جعل قيادة السيارة ممكنة لوقت أطول في أسوأ الأماكن مناخيًا حين تزود السيارة بمكيف للهواء، لا بل وأصبحت قيادة السيارة أمرًا مرحًا يدعو للبهجة، بلا مشاكل على الطريق، وبلا حرارة خانقة. وإذا فكرنا جيدًا، لوجدنا أن قطاعات كبيرة من غرب الولايات المتحدة ومدن الشرق الأوسط لم تكن لتوجد لولا اختراعات توماس ميدغلي.
أثبت جيسي وليام لازير بما لا يدع مجالًا للشك بأن الحمى الصفراء مرض وبائي ينقله البعوض، وذلك بأن سمح لبعوضة حاملة للمرض بقرصه، فمات متأثرًا بالمرض ومثبتًا نظريته بموته.
و قد اختبرت هذه النظرية بنفسي عندما راهنت أحد الزملاء على أن كاميرا رصد السرعة التي تم تركيبها حديثا في طريقنا لا تعمل و انطلقت بأقصى سرعة متجاوزا الكاميرا التي سطع نورها في وجهي مرتين معلنا انتصار صديقي و قرب وصول الرسالة التي تزف بشرى الغرامة الثقيلة.
الكتاب من الكتب الخفيفة التي تمت كتابتها بأسلوب ساخر للعديد من المواقف التاريخية في مجالات مختلفة أخطأ فيها البشر أخطاء تاريخية أو قاموا بأفعال كان من شأن القيام بها تغييرات جذرية في الحياة بعد ذلك. ليس موجزا لتاريخ الفشل البشري كما يدعي عنوان الكتاب و لكن فقط مجرد تجميع لبعض الأحداث التي تشترك في موضوع الفشل البشري معروضة بأسلوب سهل و بسيط الغرض منه قضاء الوقت لا التوثيق العلمي و لا المعرفي.
-
نوف محمد
"تبدأ قصة التطور البشري بقدرتنا على التفكير والإبداع، وهذا ما يفرق البشر عن الحيوانات، لكنه نفس السبب الذي يقودنا للمصائب التي صنعناها بأنفسنا"
هنا تحدث عن قدرة البشر العجيبة في تخريب كل شيء بأفكارهم عن النهضة أو العلم أو التكنولوجيا.. وكيف قادتنا هذه الأفكار إلى الدمار..
"أكتب اليوم لأساهم بتقديم بعض من الراحة.. لا تقلق، لأننا ما فتئنا نفعل الأمر عينه منذ الأزل، وما زلنا هنا."
كتاب ممتع جداً ومثير للإهتمام بطريقة طرحه للأفكار وإستشهادة بالكثير من القصص والشخصيات التي دمرت الحياة والبشرية بشكل أو بآخر بطريقةٍ لا تُغتفر..
"كيف ينتهي الأمر بنا ضحايا لأفكارنا الخاصة حينما نحاول تفسير العالم بطريقتنا أو بمقدار ما نرى من هذا العالم، كيف يخذلنا ذكاؤنا ويقودنا مباشرة نحو هاوية القرارات الخاطئة التي نتخذها"
أفكار ظُن بها الخير في بدايتها حتى اتضح العكس بعد تطبيقها.. وان كان القصد منها تسهيل الحياة على الأرض..
الزراعة وتدجين الحيوانات والديمقراطية والحروب والاستعمار وأخيرا التكنولوجيا.. وإصرار فيليبس أننا لا نتعلم من أخطاءنا أو بمعنى أفضل من أخطاء من سبقونا..
كتاب مدهش بحق..
السابق | 1 | التالي |