نساء يبحرن شمالاً
تأليف
ماري بيفير
(تأليف)
كيف هي حال أيامك؟ هل هي صافية مشرقة، أم يشوبها ما يكدر هذا الصفاء، ويحجب بعض هذا الإشراق أو كله؟ أم إن الأمر عندك لا يتعلق بالظروف وإنما يتعلق برؤيتك لها؟.
وإذا كان الأمر كذلك، فهل وصلت إلى حكمتك الخاصة للتعامل معه كدورات الأيام أم أن لومك لنفسك يتجدد كلما حادت ...عن نهج الإمتنان؟.
هذه الأسئلة، وكل ما يتصل بها من تأملات، وإحباطات، وذكريات، وآمال، ومحاولات ناضجة أو دون ذلك هي العالم الذي ترافقنا في آفاقه د. ماري بيفير في كتابها: "نساء يبحرن شمالاً"
لقد كتب على غلاف الكتاب أنه يناقش القضايا الثقافية والتنموية التي تواجهها النساء مع تقدمهن في العمر، وقد وضعته في هذا الإطار التعليقات والقراءات التي كُتبت عنه - فيما اطلعت عليه - إذ إنه قدّم لنا مادة وصفية مركزة للموضوعات التي تتعلق بحياة المسنّات؛ لكن ما قدّمه من قضايا لا يمكننا رؤيتها بشكل مستقل عن عمقها الإنساني والفلسفي العام.
فالكتاب يتناول أطيافاً متعددة من المعاناة الإنسانية، ويساعدنا على بلورة رؤيتنا المتعلقة بألمنا الخاص، وتطوير مهاراتنا في التكيّف والرضا والإزدهار.
ولكأن كل القصص التي تناولت حياة النساء المسنّات كانت تنبهنا إلى أننا نطلع على الجانب الأقسى من معاناة الإنسان، فنتماهى مع تلك المعاناة، ونقرأ خلاصة حكيمة وهادئة ومتعاطفة للتعامل مع الألم الإنساني، وارتباكات تغير الأدوار الإجتماعية، وعواصف المشكلات المتعلقة بعلاقتنا بأنفسنا والآخرين.
وسواء أكان قارئ هذا الكتاب قد بلغ مرحلة الشيخوخة، أم كان عمره دون ذلك، فإن الكتاب يحمل في طياته ما يساعد على (توسيع مخيلتنا الأخلاقية) لشمل المزيد من وجهات النظر، بما يساعدنا على قبول أنفسنا، وقبول الآخرين، وتبصيرنا بأهمية الموازنة بين روافد حياتنا لنحافظ على علاقات إنسانية أصيلة.
يضيء الكتاب لكل مَن لم يبلغ مرحلة الشيخوخة تفاصيل مهمة، تُعينه على فهم معانٍ ثرية تهبها حكمة التجارب لمن تقدّم بهم العمر، وتجعله أكثر إدراكاً لما يحس به أحباؤه من كبار السن، وما يواجهونه من تحديات قد يحتاج المرء إلى إستشراف مستقبله من خلالها إذا كان مقدراً له أن يمتد به العمر.
وقد قسّمت المؤلفة الكتاب إلى أربعة أقسام: تحديات الرحلة، ومهارات السفر، والمسافرون على متن القارب، وأضواء الشمال.
وكل قسم من هذه الأقسام يتناول زاوية من زوايا النضج الإنساني، وتشكل أفكار الكتاب بمجموعها وحدة متكاملة، يعضد بعضها بعضاً عبر حكايات لشخصيات حقيقية، ينقل لنا الكتاب أحوال ماضيها وحاضرها، فينتقل بنا من التنظير إلى المعايشة التي تهبنا بصيرة أكثر عمقاً.