على مشارف الليل
رشا عدلي
هذه الرواية لون وشكل جديد للكاتبة رشا عدلي، فهى تتحدث عن شخوص تربطهم أفكار وأقدار متشابهة في قرن من الزمان،
وتنقلنا من عاصمة إلى أخرى:
مصر واسطنبول وباريس..
تبدأ الكاتبة باسم للرواية يجعلنا نتسائل ما الذي سيدور "على مشارف الليل"
ثم تنتقل بنا إلى اهداء يحكى وحده الكثير عن المحتوى فتقول:
"إلى كل الأشخاص في العالم الذين عانوا من تنمر.. من اضطهاد".
ثم تدخل بنا إلى أولى المشاهد عام ٢٠١٢ في القاهرة وريم أولى شخصيات الرواية التي تعاني ألم الفراق والتي تعمل كمترجمة للمسلسلات التركية، تنضم لعمل لفترة ثانية في نفس المجال ولكن هذه المرة مع أشخاص من تركيا لنجد أنفسنا أمام ترجمة مذكرات حفيدة إحدى الخلفاء العثمانيين ومن هنا تبدأ حبكة روايتنا..
لدينا في الرواية عدة أبطال نعيش مشاكلهم،هم شخصيات حائرة متعبة، تحاول كل شخصية منهم النجاة مما هي فيه..
حلا الفتاة الليبية ودينا الشابة المطلقة،
ريم الشابة الوحيدة وفاطمة هانم،
حازم الفنان والكاتب والبكباشي المصري. رشاد.. مراد القاس الحنون وأخته فريدة الفنانة..
تثير الكاتبة قضية هامة في روايتها هي توقف الكثير من القراء عن القراءة الورقية واتجاههم للقراءة الإليكترونية..
كما أنها تضع أصابعها على الداء في شتى الأشياء والأنحاء بصورة دقيقة وبمنتهى الذكاء توردها هنا وهناك بالرواية، علها توقظ أحدهم..
كما أنها تضع اللمسات الصحيحة في كل زمن فنجدها تجعل البكباشي في عام ٥٢ يضع البرلانتين على شعره ويسكب قطرات من الاولد سبايس .. وهي لمسات تضفي على السرد عمق، وتجعل القاريء يعي أنه أمام كاتبة تهتم بالتفاصيل وباحثة في أدقها..
تحدثت رشا عن تركيا سابرة غور الحياة هناك التي تجعل البشر يتنازعون بين أوروبيتهم وشرقيتهم ..
كما تظهر الفنانة رشا عدلي دومًا في رواياتها بحديث عن لوحة ما، مدرسة فنية، مقطوعة موسيقية، معلومة عن أحدهم، مكان تحكي لنا عنه بأسلوب رشيق، أكلة أجنبية"عنق الحمل؟ حلوة؟"
فتضفي رونقًا لرواياتها..
أحببت كثيرًا تفسير معنى اسم الرواية
"على مشارف الليل" على لسان الأميرة فاطمة الحفيدة التركية..
أحببت أيضًا بالنهاية خاصة لريم بطلتنا، نهاية عقلانية واقعية بعيدة عن العاطفة، ولكنها نهاية تبعث على التفاؤل وأن ريم وجدت ما لم يجده الكثيرين من حولها من أبطال روايتنا
للكاتبة تعبيرات جميلة نقلت بعضها علمًا بأن الكتاب يحوي بين دفتيه الكثير منها:
"تأكدت أنه لا طائل من هذه المناقشة، فمن يستطيع أن ينافس روائيًا في حلبة الكلمات؟!"
"المرء عندما يواجه عزلته؛ يكتشف نفسه من جديد".
"كانت صورة بالأبيض والأسود تجمعها مع عائلتها كتلك الصور التي تُلتقط في أقل من ثانية وتدوم لآخر العمر".
شكرًا رشا ..
وفي انتظار كل جديد لك..
#نو_ها