"سينعقد الصلح بيننا وبين العرب، فيرتفع الحصار الاقتصادي وتفتح أسواقهم لبضائعها ومصنوعاتنا، فيفيض المال في إسرائيل فيضاً. حلمٌ جميل لو يتحقق!" - مسرحية شعب الله المختار لليمني علي أحمد باكثير 🇾🇪
وها قد تحقق الحلم!
ولد باكثير في إندونيسيا لعائلة يمنية، إلا أن المصريين يعدونه واحداً منهم، إذ عاش في مصر وتزوج من مصرية وخالط عظماء الأدب وأبدع مسرحياته في مصر.
كتب باكثير هذه المسرحية في عام ١٩٥٦، أي بعد ثمانية أعوام من النكبة وقيام دولة الاحتلال، وكما يشير العنوان، تتناول الرواية واقع اليهود في فلسطين المحتلة وتبرز انقسام صفهم ما بين صهاينة راغبين في حشد يهود العالم في أرض الميعاد، ويهود نادمين على الرحيل عن أوطانهم الأم في مصر واليمن وأوروبا وروسيا وراغبين في العودة لبلادهم بعد إدراكهم لتهافت الصهيونية وزيف وعودها، ويهود راغبين في الاستفادة من الكيان الجديد عن بعد ومن خلال الاستثمار والتجارة.
تتنبأ المسرحية بانهيار كيان الاحتلال من الداخل على يد اليهود المستنيرين والمعارضين للحشد، ومن الخارج بعد سقوط الصهيونية، وهي نبوءات وليدة الوضع الچيوسياسي والأيديولوجيات الناصرية المهيمنة على الفكر العربي في المنطقة في خمسينيات القرن الماضي. يُحسب لباكثير عدم سقوطه في فخ معاداة السامية، إلا أن الواقع الحديث والمعاصر قد أثبت سخف "رومانسية" الحلم في غياب معطيات حقيقية للتغيير.
#Camel_bookreviews